اسم الکتاب : أنس المسجون وراحة المحزون المؤلف : الحلبي، صفي الدين الجزء : 1 صفحة : 149
[368] - وقال القاضي التنوخي [1]: من طريف ما شاهدناه: أنّ أبا تغلب [2] فضل الله بن ناصر الدّولة أبي محمد [3] استوحش من أخيه محمد [4] بعد موت أبيهما، فقبض عليه واستصفى ماله، ونعمته، وقبض عقاره وضيعه، وثقّله بالحديد، وأنفذه إلى القلعة المعروفة بأردمشت [5]، وهي مشهورة من أعمال الموصل حصينة، فحبسه فيها في مطمورة ووكّل بحفظه وإطعامه عجوزا جلدة ضابطة يقال لها نازيانوا [6] وأمرها أن لا توصل إليه أحدا [7]، ولا تعرّفه خبرا، وأن تخفي موضعه عن جميع شحنة [8] القلعة وحفظها. ففعلت ذلك، وأقام على حاله تلك نحو ثمان سنين. [368] - الفرج بعد الشدة 2/ 184، حل العقال:81. [1] أبو علي المحسن بن علي البصري، من العلماء الأدباء الشعراء، ولد ونشأ في البصرة، ولي قضاء جزيرة ابن عمر وعسكر مكرم من كتبه: «الفرج بعد الشدة» و «نشوار المحاضرة» و «المستجاد من فعلات الأجواد» توفي ببغداد سنة (384 هـ) الأعلام. [2] في الأصل: ثعلب. والتصحيح من مصادر ترجمته. انظر سير أعلام النبلاء 16/ 306. [3] فضل الله الغضنفر بن الحسن ناصر الدولة أبي محمد بن عبد الله الحمداني التغلبي، أمير الموصل استولى على الإمارة من أبيه، وحارب عضد الدولة فخسر المعركة، وفرّ إلى الشام، ثم إلى فلسطين حيث أسر وقتل. الأعلام. [4] محمد بن ناصر الدولة أبو الفوارس، أمير حمداني شجاع، كان أسيرا عند الروم حتى أطلقه سيف الدولة مقابل أمير رومي، تولى نصيبين، خدعه أخوه واعتقله بقلعة أردمشت ثماني سنين حتى أطلقه عضد الدولة. عن حاشية الفرج بعد الشدة. [5] أردمشت قلعة حصينة قرب جزيرة ابن عمر، في شرقي دجلة الموصل، وقد خربّها المعتضد بالله، ثم أعاد بناءها ناصر الدولة أبو تغلب أحمد بن حمدان. معجم البلدان 1/ 146. [6] في الفرج بعد الشدة: نازبانو. قال محقق الكتاب: والاسم فارسي من كلمتين ناز: فخر، وبانو: السيدة الجليلة، فيكون الاسم بالعربية فخر النساء. [7] في الأصل: أحد. [8] الشّحنة في البلد: من فيه الكفاية لضبطها من جهة السلطان.
اسم الکتاب : أنس المسجون وراحة المحزون المؤلف : الحلبي، صفي الدين الجزء : 1 صفحة : 149