responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأدب الصغير ت خلف المؤلف : ابن المقفع    الجزء : 1  صفحة : 50
لِيُؤَمَّنَ عَلَى مَا قَالَ، وَلْيَكُنْ ذَا عَهْدٍ لِيُوَفَّى لَهُ بِعَهْدِهِ، وَلْيَكُنْ شَكُورًا لِيَسْتَوْجِبَ الزِّيَادَةَ، وَلْيَكُنْ جَوَادًا لِيَكُونَ لِلْخَيْرِ أَهْلاً، وَلْيَكُنْ رَحِيمًا بِالْمَضْرُورِينَ لِئَلاَّ يُبْتَلَى بِالضَُّرِّ، وَلْيَكُنْ وَدُودًا لِئَلاَّ يَكُونَ مَعْدِنًا لِأَخْلاَقِ الشَّيْطَانِ، وَلْيَكُنْ حَافِظًا لِلِسَانِهِ مُقْبِلاً عَلَى شَأْنِهِ لِئَلاَّ يُؤْخَذَ بِمَا لَمْ يَجْتَرِمْ، وَلْيَكُنْ مُتَوَاضِعًا لِيُفْرَحَ لَهُ بِالْخَيْرِ وَلاَ يُحْسَدَ عَلَيْهِ، وَلْيَكُنْ قَنِعًا لِتَقَرَّ عَيْنُهُ بِمَا أُوتِيَ، وَلْيُسِرَّ [1] لِلنَّاسِ بِالْخَيْرِ لِئَلاَّ يُؤْذِيَهُ الْحَسَدُ، وَلْيَكُنْ حَذِرًا لِئَلاَّ تَطُولَ مَخَافَتُهُ، وَلاَ يَكُونَنَّ [2] حَقُودًا لِئَلاَّ يَضُرَّ بِنَفْسِهِ إِضْرَارًا بَاقِيًا، وَلْيَكُنْ ذَا حَيَاءٍ لِئَلاَّ يُسْتَذَمَّ لِلْعُلَمَاءِ [3]. فَإِنَّ مَخَافَةَ الْعَالِمِ مَذَمَةَ الْعُلَمَاءِ أَشَدُّ مِنْ مَخَافَتِهِ عُقُوبَةَ السُّلْطَانِ.

حَيَاةُ الشَّيْطَانِ تَرْكُ الْعِلْمِ، وَرُوحُهُ وَجَسَدُهُ الْجَهْلُ، وَمَعْدِنُهُ فِي أَهْلِ الْحِقْدِ وَالْقَسَاوَةِ، وَمَثْوَاهُ فِي أَهْلِ الْغَضَبِ، وَعَيْشُهُ فِي الْمُصَارَمَةِ [4]، وَرَجَاؤُهُ فِي الْإِصْرَارِ عَلَى الذُّنُوبِ.

وَقَالَ [5]: لاَ يَنْبَغِي لِلْمَرْءِ أَنْ يَعْتَدَّ بِعِلْمِهِ وَرَأْيِهِ مَا لَمْ يُذَاكِرْهُ ذَوُو الْأَلْبَابِ

[1] أي: ليظهره ويوصله إليهم. يقال: أسررت الشيء: كتمته وأعلنته أيضًا؛ فهو من الأضداد. وَرَجُلٌ سِرِّيرٌ: إذا كان يَسُرُّ إِخْوَانَهُ وَيَبَرُّهُمْ. وَرَجُلٌ بَرٌّ سَرٌّ أي: يَبَرُّ وَيَسُرُّ. وَقَوْمٌ بَرُّونَ سَرُّونَ.
[2] في بعض النسخ: [وَلاَ يَكُنْ].
[3] في "ك": [إِلَى الْعُلَمَاءِ].
[4] التَّصَارُم: التقاطع.
[5] قال العلامة أحمد زكي باشا في تصديره لطبعة "الأدب الصغير" بتحقيقه: ((يظهر أن ابن المقفع قد نقل في بعض المواضع عن حكيم أو كتاب ولم يشر إليه مراعاة للأسلوب الذي اعتمده من الأول للآخر، ثم عاد فنقل عنه مستعملاً لفظة: "وقال" كأنه سبق له ذكره)) انتهى. والذي استظهره غير ظاهر، بل هذا من كلام ابن المقفع صَدَّرَه بهذه الكلمة، وتلك طريقة مألوفة لدى المتقدمين. وقد يكون من تصرف النساخ. يعرف ذلك من عالج وزاول تحقيق المخطوطات.
اسم الکتاب : الأدب الصغير ت خلف المؤلف : ابن المقفع    الجزء : 1  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست