اقْتِصَارُ السَّعْيِ إِبْقَاءٌ لِلْجَمَامِ [2]. وَفِي بُعْدِ الْهِمَّةِ يَكُونُ النَّصَبُ [3]. وَمَنْ سَأَلَ فَوْقَ قَدْرِهِ [4] اسْتَحَقَّ الْحِرْمَانَ [5]. وَسُوءُ حَمْلِ الْغِنَى أَنْ يَكُونَ عِنْدَ الْفَرَحِ مَرِحًا. وَسُوءُ حَمْلِ الْفَاقَةِ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ الطَّلَبِ شَرِهًا [6]. وَعَارُ الْفَقْرِ [1] في "ك": [تَعَاهُدُ]. [2] الْجَمَام - بالفتح: الرَّاحَة. [3] النَّصَب: الإعياء والتعب. وقد نظم أبو الطيب المتنبي هذا المعنى، فقال:
وَإِذا كانَتِ النُّفُوسُ كِبَارًا ... تَعِبَتْ فِي مُرَادِهَا الْأَجْسَامُ
وقال الرضي:
ولكل جسم في النحول بلية ... وبلاء جسمي من تفاوت همتي
وقال ابن الجوزي: ((مَا ابْتُلِيَ الإنسان قَطُّ بأعظمَ من علو همته. فإنَّ مَنْ علت همتُهُ يختار المعالي، وقد لا يساعد الزمان، وقد تضعف الآلة؛ فيبقى في عذاب)). [4] في "ك": [فوق قُدْرَتِهِ]. [5] وصى عبد الله بن الأهتم ابنه فقال: ((يا بني! لا تطلب الحوائج من غير أهلها، ولا تطلبها فى غير حينها، ولا تطلب ما لست له مُسْتَحِقًّا؛ فإنك إن فعلت ذلك كنت بالحرمان حَقِيقًا)) أورده الإمام الماوردي (رحمه الله) في كتابه " أدب الدنيا والدين". [6] الشَّرَهُ: غَلَبَةُ الْحِرْصِ، وقد شَرِهَ الرَّجُلُ فهو شَرِهٌ.
اسم الکتاب : الأدب الصغير ت خلف المؤلف : ابن المقفع الجزء : 1 صفحة : 37