responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفتح على أبي الفتح المؤلف : ابن فورجة    الجزء : 1  صفحة : 99
وعندي أن المرود في هذا البيت المسمار الذي فيه حلقة تدور فيه. لفظة أظنها مولدة. وقد استعملها بعض المحدثين ممن تأخر عن أبي الطيب زمانه إلا إنه جود ما شاء:
ألمّي بعراف النّقا وتيمني ... مهبَّ النُعامى واجعلي الليل مِرودا
ألا ترى إنه لا يصح معنى هذا البيت إلا أن يكون المرود هو المسمار الذي يضرب للفرس لتدور الحلقة معه كيفما دار. ومعنى بيت المتنبي حسن جداً على هذا التأويل، يشبه مفاصله لسرعة استدارته إذا ثنى عنانه عند الطعان بمسمار المرود، تدور حلقته كيفما أدبرت. يريد لين أعطافه في الميدان وعند الطراد. وليس يريد كون الرمح في مفاصله إذا طعنت. ولو كان أراد ذلك لما قال: تحت الرماح. لأن المفاصل إذا طعنت حصل الرمح فيها وحص بعض المفاصل فوقه، وبعضها تحته فلا معنى إذن لقوله: تحت الرماح. والمعنى الذي ذهب إليه القاضي غير غريب ولا حسن يريد كأن الرماح في مفاصله أميال الكحل ينغل فيها كما ينغل الميل في العين أي يدخل. وهذا رديء ممتنع لشيء آخر. وهو إنه خص المفاصل، وليس كل الطعن في المفاصل، وليست هي أيضاً بمقاتل، ولا معنى لتخصيصها، وكان الأولى لو أراد ذلك أن يقول:
(فرائصها تحت الرماح مراود)
أو جواشنها. أما الفرائض فلأنها مقاتل، وأما الجواشن فلأنها مستقبلة العدو. ويمتنع أيضاً ما ذهب إليه لقوله: تثنى على قدر الطعان فإذا كانت الرماح في
مفاصلها كأميال

اسم الکتاب : الفتح على أبي الفتح المؤلف : ابن فورجة    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست