responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفتح على أبي الفتح المؤلف : ابن فورجة    الجزء : 1  صفحة : 114
وهو أن هذا التفسير يوجب أن يكون المراد: لا أنا أشكو إلى أحد ولا الديار تشكو إلي لخفائها ودروسها فكأنه قدم آخر الكلام قبل أوله فصار مضطرباً من المحتمل السائغ، لا من الظاهر البارز.
قوله (في البيت السابق)
ما الشوق مقتنعاً مني بذي الكمد ... حتى أكون بلا قلب ولا كبد
كأنه يقول: ولا الديار تقنع مني به. ثم فسر لأي حال لا تقنع منه به فقال: تشكو إليّ أي إنها شكواها. سائغ وهي مما لا يعقل شكو إلي بدروسها وزوال جمالها. وأنا لا يحسن بي الشكوى إلى أحد لأنني ممكن يعقل ولا يحسن بي إظهار الحب، وإفشاء السر فيكون عطف نفياً على نفي تقدمه لا عطف على جملة لم تأت بعد.
ومما يزيد المعنى الذي ذكره ترذيلا قوله: لا تشكو إلى الديار لأنه لم يبق فيها فضل لشكوى فكيف عرفها وإذا بلغ الحال في دروسها فلا سبيل إلى معرفتها.
وقوله:
متى لحظت بياض الشيب عيني ... فقد وجدته منها في السواد
قال الشيخ أبو الفتح: أي كأن ما في وجهي من الشيب نابت في سواد عيني تكرهاً له. وهذا كما قال الشيخ أبو الفتح، وعبارة أحسن من هذه أولى. وذلك أن العين لا ينبت فيها الشعر الأبيض ولا الأسود.

اسم الکتاب : الفتح على أبي الفتح المؤلف : ابن فورجة    الجزء : 1  صفحة : 114
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست