responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفتح على أبي الفتح المؤلف : ابن فورجة    الجزء : 1  صفحة : 107
قال الشيخ أبو الفتح هذا البيت مثل قول عمار الكلبي:
ما كل قولي مشروحاً لكم فخذوا ... ما تعرفون وما لم تعرفوا فدعوا
وختم كلامه، وهذا البيت لعمري من البيت الذي ذكره. ولقائل أن يقول منه أخذه. لولا أن عمار الكلبي محدث قد أدرك زماننا. وهو رجل بدوي أمي كأنه قد أنشدت له قصيدة على فصاحتها ملحونة أولها:
تسد ما بين حاديها بذي خُصَلِ ... كالبرد نصفان هداب ومنسوج
إلا أنا نعرف معنى البيت ثم نتكلف في كيفية أخذه. فإن كان قد سمعه المتنبي فإنه لم يأخذ معناه ولكن نقله إلى معنى آخر. فأما أن يقال هذا مثل هذا ويختتم الكلام فتقصير بين.
ومعنى هذا البيت: إن ما تبتدعه من المكارم يخفى على أفكار الشعراء. فيذكرون في أشعارهم ما يظهر منها، ويتركون ما يخفى على أفكارهم. وليس يريد أن المقتدين بك في المكارم يأخذون ما ظهر منك ويتركون ما خفي لأنه لو أراد ذلك لما أتى بالأفكار. ولقال يدق على الكرام. لو أراد ذلك لما قال: (يترك ما يخفي ويأخذ ما بدا) وكان الأبلغ في المدح أن يقول: إذا فعلت فعلا لم يهتد إلى فعل مثله أحد فلم يأت له. كما قال في مكان آخر:
تبكوا وراءك يا بن أحمد قُرّحٌ ... ليست قوائمهن من آلاتها
وأما قول عمار فيعني أن قولي أدق من أن يفهموا جميعه، فخذوا

اسم الکتاب : الفتح على أبي الفتح المؤلف : ابن فورجة    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست