responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفتح على أبي الفتح المؤلف : ابن فورجة    الجزء : 1  صفحة : 105
وقوله:
سريت إلى جيحان من أرض آمد ... ثلاثاً لقد أدناك يسرٌ وأبعدا
ولم يفسر هذا البيت الشيخ أبو الفتح تفسيراً شافياً. وهذا كلامه قال جيحان نهر أي أدناك سيرك من النهر، وأبعدك من آمد. وهذا - أيدك الله - كلام غير مفيد. إذ كل من سار من موضع إلى آخر فقد أدناه ركضه من مقصده وأبعده من حيث
انفصل عنه. فلو سار غلوة أو فرسخاً فما وجه المدح في هذا إذا تأولناه على ما تأوله أبو الفتح وما فائدة البيت.
ووجه تأويله عندي ما أقول. وذلك أن جيحان من أرض آمد على مسافة بعيدة قد علم ذلك وقوله: سريت إلى جيحان من أرض آمد، وهذه مسافة بعيدة لا يصل فيها أحد بمستوى ثلاث ولو أن قائلا قال: سريت إلى الكوفة من بغداد لفهم عنه إنه قد وصل إلى الكوفة. إذ سرى إليها من بغداد. ويجوز أن يفهم عنه إنه سرى إلى الكوفة ولم يصل إليها ولكن الكلام بعضه يدل على بعض لاسيما من عادة العرب الاختصار والاقتصار، فنحن نفهم من قول أبي الطيب:
سريت إلى جيحن من أرض آمد
أنك وصلت إلى هذا النهر من آمد في ثلاث ليال ليصح معنى تعجبه بقوله: (لقد أدناك ركض وأبعدا) ولولا ذلك لما كان لتعجبه وجه.

اسم الکتاب : الفتح على أبي الفتح المؤلف : ابن فورجة    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست