اسم الکتاب : الموشى = الظرف والظرفاء المؤلف : الوشاء الجزء : 1 صفحة : 44
وكان يقال: اعتذار من منع أجمل من وعد ممطول. وقال علي بن هشام: أمرني المأمون بحاجة، فأخرتها، فكتب إلي:
تعجيل جود المرء أكرومة، ... تنشر عنه أحسن الذكر
والحر لا يمطل معروفه، ... ولا يليق المطل بالحر
وكان يقال: المعروف يحتاج إلى ثلاث: تعجيله وكتمانه وإتمامه. وأنشدنا ليزيد بن جبل:
يا صانع المعروف كن تاركاً ... ترداد ذي الحاجة في حاجته
فشرُّ معروفك ممطوله، ... وخيره ما كان من ساعته
لكل شيء يُرتجى آفة، ... وحسبك المعروف من آفته
وقال آخر:
صل من أردت وصاله، وإخاءه، ... إن الأخوة خيرها موصولها
وإذا ضمنت لصاحب لك حاجة، ... فاعلم بأن تمامها تعجيلها
وقال آخر:
لا تنشرن مواعيداً، وتسندها ... إلى المطال، فما يرضى به الأدب
لا تطلبن بمنع المال محمدة ... إن المحامد بالأموال تكتسب
وكان يقال: لكل شيء آفة، وآفة المعروف المطل. وقال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: لكل شيء رأس ورأس المعروف تعجيله.
وفي وصية عبد الملك بن مروان لبنيه: يا بني، لا تعدوا الناس بما لا تناله أيديكم.
اسم الکتاب : الموشى = الظرف والظرفاء المؤلف : الوشاء الجزء : 1 صفحة : 44