اسم الکتاب : الموشى = الظرف والظرفاء المؤلف : الوشاء الجزء : 1 صفحة : 43
ما جاء في قبح خلف المواعيد
وما يلحق صاحبّه من اللّوم والتفنيد
اعلم أن أقبح ما استعمله أهل الأدب مطل العدات. وقال المثنى ابن خارجة: لأن أموت عطشاً أحب إلي من أن أخلف موعداً. وروينا عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ثلاث علامات في المنافق، وإن صام وصلى، وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا وعد أخلف. وروي عنه أنه قال: عدة المؤمن أخذ بالكف. وقال بعض الأعراب: وعد الكريم تعجيل، ووعد اللئيم مطلٌ وتسويف. وكان يقال: اليأس إحدى الراحتين. وأنشدني يعقوب بن يزيد التمار:
متى ما أقل يوماً لطالب حاجة: ... نعم، يا فتى، أفعل، وذلك من شكلي
وإن قلت: لا، بينتها من مكانها، ... ولم أوذه فيها بجر، ولا مطل
وأنشدني آخر:
إذا قلت في شيء نعم فأتمه ... فإن نعم دين على الحر واجب
وإلا فقل: لا استراح وأرح بها ... لكي لا يقول الناس إنك كاذب
وأنشدني آخر:
لا تقولن، إذا ما لم ترد ... أن يتم الوعد في شيء نعم
وإذا قلت: نعم، فامض بها ... بنجاح الوعد إن الخلف ذم
وأنشدني إبراهيم بن محمد النحوي:
أنت الفتى كل الفتى، ... لو كنت تفعل ما تقول
لا خير في كذب الجوا ... د وحبذا صدق البخيل
اسم الکتاب : الموشى = الظرف والظرفاء المؤلف : الوشاء الجزء : 1 صفحة : 43