اسم الکتاب : الموشى = الظرف والظرفاء المؤلف : الوشاء الجزء : 1 صفحة : 248
قد يُدرك المُتأنّي بعض حاجته ... وقد يكون مع المستعجِلِ الزَّلَلُ
وربّما فات بعضَ القوم أمرهُمُ ... مع التأنّي وكان الحَزْم لو عَجِلوا
قال: فحضرني بيتان، فكتبتُ على الجانب الآخر:
لا ذا ولا ذاك في الإفراط أحمدُهُ ... وأحمدُ الأمر ما في الفِعلِ يَعتدِلُ
إفراطُ ذا في التأنّي فوتُ حاجته وليس يَعدمُ عَثراً دونها العَجَلُ
وقرأتُ على مِروحة لبعض الظرفاء:
مُحتمِلٌ، حسبك لي، ساعةً ... ذاكَ إذا أجهدكَ الحَرُّ
غيرُكَ مني طالبٌ مثل ما ... تطلُبُهُ يا أيها الحُرُّ
وكتب بعض الأدباء على مِروحة:
إنّ روحَ الحياة في ... حركات المَراوحِ
كم بَنانٍ لطيفةٍ ... من ظِباءٍ سَوانحِ
حرّكتْها فنفّست ... عن خدودٍ رواشِحِ
وقرأت على قوس جَلاهِق مكتوباً بالذهب:
بينما الطيرُ في الهوى يتكفّى ... إذ سقيناهُ جُرعةَ الموت صِرفا
ونزعْنا من القرين قريناً ... وجعلنا هناك بالإلفِ إلفا
وكتبتُ على قوسٍ أهديتُها بعض إخواني:
لمّا رأيتُ الطير عالي المُرتقى ... هيّأتُ قوساً يا لها وبُندُقا
ثم غَدَونا إذ غَدَونا حَلَقاً ... فلم يَحُمْ حتى هوى ممزَّقا
اسم الکتاب : الموشى = الظرف والظرفاء المؤلف : الوشاء الجزء : 1 صفحة : 248