اسم الکتاب : الموشى = الظرف والظرفاء المؤلف : الوشاء الجزء : 1 صفحة : 180
وقد تطيّر منه آخرون، وسمّوه الغدّار، وغضّوا دونه الأبصار، لقلّة لَبثه، ويسير مكثه، وسُرعة زواله، وتغيُّره، وانتقاله.
وخُبِّرت أن قَينةً أهدت إلى ربيطٍ لها غصن أسٍ، فسُرَّ به، وأنشأ يقول:
والآسُ يبقى، وإن طال الزمان به، ... والورد يفنى، ولا يبقى على الزمن
وأهدت له ورداً تطيّر منه، وقال:
أنتِ وردٌ وبقاءُ ال ... ورد شهرٌ لا شُهورُ
يذهب الورد، ويَفنى، ... وإلى الآس نصيرُ
فكتب إليه بعض إخوانه:
سُرّ بالآس الذي أهدت له، ... ثم لما أهدَتِ الورد جَزِعْ
ذاك أنّ الآسَ باقٍ دائمٌ، ... ولأن الورد حيناً يَنقطعْ
وقال بعض الشعراء:
وصلتْ، وكان الورد أول ما بدا، ... فلمّا تولّى الورد ولّت مع الوردِ
فيا ليت أن الورد أسٌ فإنه ... يدوم على الحالين في الحرّ والبردِ
وفضائل الورد أكثر من أن يُحصى عددها، أو يُبلَغ أمدها، وقد أفردتُ لذلك كتاباً بوّبته أبواباً، وترجمته بكتاب العِقد، وشحنتُه بفضل الورد، فأغنى ما في ذلك الكتاب عن إعادة ذكره في هذا الباب.
والتفاح أعظم عندهم قدراً، واجلّ أمراً، وأعلى درجة، وأرفع رتبة لسلامته من البياض والتوريد، وقد ذكرتُ فضائل التفاح في كتاب التفاحة في غير باب، فأغنى عن إعادته في هذا الكتاب، غير أني أذكر في كتابنا هذا جملة مما وصفتُه به الأدباء ومدحته به الشعراء، ولست أذكر في عرض
اسم الکتاب : الموشى = الظرف والظرفاء المؤلف : الوشاء الجزء : 1 صفحة : 180