تراه همتهُ في الموت تحسبهُ ... يوفى به نُذُرًا يقضى به حَوَجا
تراه يقتحمُ الهيجا كأنَّ به ... على كمالِ النُّهي عند اللقا هَوَجا
كم قاسموا البيض والسمرَ الموارن من ... حمى أعاديهم النسوان والمهجا
فللجحاجح منها كلُّ خَرْعَبةٍ ... روْدٍ حوى خِدرها منها رشا غَنجا
ترنو إليك بطرْفٍ زانهُ سَقَمٌ ... فيه إذا نظرت منه تراه سجا
والسمهريُّ توخى ما نخيره ... منها الكُلى والنَسا والسَّحرَ والثبجا
والمشرفي تولى أمكُناً شَرُفَتْ ... منها القماحيد واليافوخ والحُججا
وكان مصطفيات المشرفيةِ منْ ... ذاك العلابيَ والحُلقومَ والودجا
ماذَا تظن بقوْمٍ بالهدى افترنوا ... يَجرون أين جرى يحجون أين حجا
أرى بمدحي لهم عن مدحهمْ قِصراً ... حتى كأنَّ بليغَ المدح صار هِجا
يا منْ بقدْرته تقفو إرادتُهُ ... لم يبغ إذ مرَج البحرين ما مرجا
بنورِ وجهِكَ بالذات العلى وبما ... من الكمالات في أوصافه اندرجا
وبالنبيّ ومستقفي النبيّ ومَنْ ... مِنَ أوْليائك ممنْ قبلَهُ اندرجا