اسم الکتاب : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 337
ويقال: قد مر الشيء مرارة، وأمر يمر إمرارا. وقوله (مذاقته) معناه ذوقه. يقال ذقت الشيء
وتذوقته، إذا تطعمت منه. و (العلقم): الشديد المرارة. يقال طعام شديد العلمقة.
وإذا وقت فيها طرف من الجزاء، وظلمي اسم إن، وباسل خبر إن، ومر نعت باسل، والمذاقة رفع
بالكاف، والتقدير: مذاقته مثل طعم العلقم. ويجوز أن ترفع المذاقة بمعنى المرارة وتجعل الكاف نعتا
للباسل.
(ولقَدْ شَرِبتُ مِنَ المُدامةِ بَعَدَ ما ... ركَدَ الهواجرُ بالمَشُوفِ المُعْلَم)
المدام والمدامة: الخمر، وإنما سميت المدامة لأنها أديمت في الدن، أي أطيل مكثها. فيقول: شربت
من الخمر بعد ركود الهواجر، أي حين ركدت الشمس ووقفت وقام كل شيء على ظله. يقال: ركد،
إذا سكن. وقال أبو جعفر: إنما سميت الخمر مدامة لأنها أديمت في الدن حتى أدركت فسكن غليانها
وصفت. ومنه يقال: أدم قدرك، أي اكسر غليانها بتحريك أو بماء.
واللام في لقد جواب اليمين. وقال أبو جعفر: إنما خص ركود الهواجر لأنه أراد كنت منعما، وهذا
الوقت وقت النعمة في شدة الحر.
وقوله (بالمشوف) معناه بالدينار المشوف. أي المجلو. يعنى إنه اشترى خمرا بدينار مجلو. يقال:
شاف درعه، إذا جلاه. قال النابغة الجعدي:
في وجوه شُمِّ العرانين أمثال ... لِ الدنانير شُفْن بالمثقالِ
أي زين بالتمام، لسن بمقطعات ولا نواقص. وكل جلاء وتحسين فهو شوف. وقال أبو جعفر: قوله
شفن معناه جلين من الكيس ليوزن بالمثقال، أي بالوزن. ومثله قول عدي بن زيد.
وعند الإله ما يَكيد عبادَه ... وكُلاًّ يوفِّيه الجزاءَ بمثقالِ
اسم الکتاب : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 337