اسم الکتاب : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 330
وقوله (ومثل دعائم) معناه أن قوائمها قوية صلاب طويلة بعد الجهد والسفر. و (المتخيم): الشيء
الذي يتخذ خيمة. والمتخيم: الرجل الذي يتخذ الخيمة.
وطول السفار مرفع بأبقى، ولها صلة أبقى، ومقرمداً منصوب بأبقى، وسنداً من نعت المقرمد، ومثل
نسق على المقرمد، وهي مضافة إلى الدعائم.
(بَرَكَتْ عَلى ماءِ الرِّداعِ كأَنمّا ... بَرَكَتْ على قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ)
ويروى: (بركت على جنب الرداع). يقول: كأنما بركت على زمر. والمعنى إنها بركت فحنت،
فشبه صوت حنينها بصوت المزامير، أي كأن حنينها مزامير. ومنه قول الهذلي:
ماذا يُغِير ابنَتَيْ رِبعٍ عَويلُهما ... لا ترقُدان ولا بُؤْسَى لمن رقَدا
كلتاهما أبطنتْ أضلاعُها قَصَبا ... من بَطن حَلْيةَ لا رطباً ولا نَقِدا
و (الأجش): الذي فيه بحوحة؛ يقال: رحى جشاء وغيث أجش، إذا كان في صوته بحوحة. قال
الشاعر:
ولا زال من نَوء السِّماك عليكما ... أجشُّ هزيمٌ دائمُ الوكَفانِ
وقال أبو جعفر: الجشة: غلظ حسب، ولو كان أبح لم يسمع صوته. و (المهضم): الذي قد غمز حتى
انفضح، وهو النرمناي. والنرمناي: ضرب من آلات الزمر. وإنما قيل له مهضم لأنه يكسر ويضم
طرفه. وقال أبو عبيدة: إنما أراد القصب المخرق الذي يزمر به الزامر. فشبه صوت حنينها بصوت
المزمار. وقال ابن الأعرابي: أراد إنها بركت على موضع قد نضب ماؤه وجف أعلاه وصار له قشر
رقيق، فإذا بركت عليه سمعت له صوتا، لأنه ينكسر تحتها. وكان أبو جعفر يقول بالقول الأول
وينكر الثاني وقال: لا أعرفه في قول ابن الأعرابي. وحكاه الرستمي عن ابن الأعرابي.
اسم الکتاب : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 330