اسم الکتاب : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 321
أنشد الفراء:
وأهْلَةِ وُدٍّ قد تبريَّتُ وُدَّهمْ
أي تعرضت لودهم.
والقلص ترتفع بتأوى، والكاف منصوبة به، وأعجم مخفوض بالالم، وطمطم نعته.
(يَتْبَعْنَ قُلَّةَ رَأَسِهِ وكأَنّهُ ... حَرَجٌ علَى نَعْشٍ لهنَّ مُخَيَّم)
قوله (يتبعن) يعنى النعام، إنها تتبع الظليم. يقول: إنها قد اتخذت عنقه ورأسه خيالا يتبعنه. يقال
تبعته وأتبعته بمعنى واحد. ويقال: ما زلت أتبعه حتى أتبعته، أي حتى تقدمته فصار يتبعني. ويقال:
فلان تبع نساء، إذا كان يتبعهن ويحب محادثتهن. والتبع: الظل. قال الشاعر:
يَرِد المياهَ حضيرةً ونفيضةً ... وِردَ القطاةِ إذا اسمألَّ التُّبَّعُ
يقول: إذا تقلص الظل في الهاجرة. وقلة كل شيء: أعلاه. وجمع القلة قلال. وقوله: (وكأنه حرج)
معناه: وكأن الظليم حرج. والحرج: مركب من مراكب النساء، قال: وأصله النعش ثم صاروا
يشبهون به المركب. وقوله (مخيم) معناه جعل له خيمة. فيقول: كأن الظليم حرج قد خيم لهن عليه،
ثم أظهر الهاء التي في عليه فقال نعش، لأن الحرج هو النعش، والنعش هو الحرج. ولذي الرمة:
يُخيِّلُ في المرعَى لهنّ بنفسه ... مُصَعْلَلُ أعلى قُلَّة الرأسِ نقِنقُ
أي يجعل نفسه لهن خيالا يتبعنه لأنه يصطع في السماء ويمد جناحيه فيتبعنه.
اسم الکتاب : شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 321