اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 62
المبحث الثاني في التمني:
هو طلب حصول شيء محبوب لا يرجى حصوله، إما لكونه مستحيلا، كقول المتنبي:
فليت وقارك فرقته ... وحملت أرضك ما تحمل
وإما لكونه بعيد التحقق والحصول نحو: {يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [1]، فإن كان منتظر الحصول قريب الوجود كان ترجيا ويعبر فيه بعسى ولعل. كقوله:
عسى الله أن يجري المودة بيننا ... ويوصل حبلا منكمو بحباليا
وقوله:
تأن ولا تعجل بلومك صاحبا ... لعل له عذار وأنت تلوم
وقد يعبر فيه بليت كقول قريط من بَلْعنبر يهجو قومه:
فليت لي بهم قوما إذا ركبوا ... شدو الإغارة فرسانا وركبانا
وألفاظ التمني أربعة: واحدة أصلية، وهي ليت، وثلاثة نائبة عنها، وهي:
1- "هل" نحو: {فَهَلْ [2] لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا} [3] ويبرز بها التمني في شكل المستفهم عنه الذي لا يجزم بانتفائه، إظهارا لكمال العناية به حتى لا يستطاع الإتيان به إلا في صورة الممكن المطموع في وقوعه.
2- "لو" نحو: {لَوْ [4] أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [5]، ويتمنى بها إشعارا يعزه التمني حيث أبرز في صورة ما لا يوجد[6].
3- "لعل" ويتمنى بها إذا كان المرجو بعيدا ميئوسا من حصوله، فصار شبيها بالمحالات والممكنات التي لا طماعية في حصولها، نحو:
أسرب القطا هل من يعير جناحه ... لعلي إلى من قد هويت أطير [1] سورة القصص الآية: 79. [2] دليل أنها للتمني أنهم يعلمون عدم الشفيع. [3] سورة الشعراء الآية: 102. [4] دليل أنها للتمني نصب الجواب والكرة والرجعة. [5] سورة الأعراف الآية: 53. [6] لأن لو بحسب أصلها حرف امتناع.
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 62