responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 375
قد قلت لما أطلعت وجناته ... حول الشقيق الغض روضة آس
أعذاره الساري العجول ترفقن ... ما في وقوفك ساعة من بأس1
المصراع الأخير مطلع قصيدة مشهورة لأبي تمام:
ما في وقوفك ساعة من بأس ... نقضي حقوق الأربع الأدراس
وأحسن التضمين أن يزيد المضمن في كلامه نكتة لا توجد في الأصل كالتورية والتشبيه في قوله:
إذا الوهم أبدى لي لماها وثغرها ... تذكرت ما بين العذيب وبارق
ويذكرني من قدماها ومدامعي ... مجر عوالينا ومجرى السوابق2
المصراعان الأخيران مطلع قصيدة لأبي الطيب:
تذكرت ما بين العذيب وبارق ... مجحر عوالينا ومجرى السوابق
يريد المتنبي أنهم كانوا نزولا بين هذين الموضعين يجرون الرماح عند مطا الفرسان ويسابقون على الخيل، أما الآخر فأراد بالعذيب تصغير عذب وعزبه شفة الحبيبة وببارق ثغرها، أي: ثغرها الشبيه بالبرق وبما بينهما ريقها، وهذه تورية بديعة نادرة في بابها، وشبه تبختر قدها بتمايل الرماح وتتابع دموعه بجريان الخيل السوابق.
3- العقد: هو نظم المنثور لا على جهة الاقتباس[3]، ومن شرطه أن يأخذ المنثور بجملة لفظه، أو بمعظمه، فيزيد النظم فيه وينقص ليدخل في وزن الشعر، فعقد القرآن كقوله:
أنلني بالذي استقرضت خطا ... وأشهد معشرا قد شاهدوه
فإن الله خلاق البرايا ... عنت لجلال هيبته الوجوه
يقول: "إذا تداينتم بدين ... إلى أجل مسمى فاكتبوه"
وعقد الحديث كقوله:

1 أطلعت: أبدت، والشقيق: ورد أحمر.
2 اللمى: سمرة الشفتين، ومجر: رءوس الرماح.
[3] فإن كان النثر قرآنا أو حديثا وأريد نظمه فلا بد أن يغير فيه تغييرا كثيرا، أو يشير إلى أنه من القرآن أو الحديث.
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 375
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست