اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 140
الباب التاسع: في الخروج عن مقتضى الظاهر
ما مضى في الأبواب السالفة هي الأحوال التي يلاحظ فيها البليغ مقتضى ظاهر الحال، وقد يعدل عنها لنكنة، فعلى المخاطب أن يبحث عن سبب العدول مستعينا بالقرائن، ويسمى ذلك: الخروج عن مقتضى الظاهر.
وقد سبق ذكر شيء من أحواله نبهناك عليه في حينه، كتنزيل العالم منزلة الجاهل، والمعقول منزلة المحسوس، وقد بقي منه أمور أهمها[1] تجاهل العارف "مزج الشك باليقين" وهو إخراج ما يعرف صحته مخرج ما يشك فيه ليزداد تأكيدا، والداعي إليه:
1- إما المدح كقول ذي الرمة:
أبا ظبية الوعساء بين جلاجل ... وبين النقي آأنت أم أم سالم2
وقول أبي هلال العسكري:
أثغر ما أرى أم أقحوان ... وقد ما أرى أم خيزران
2- وإما الذم كقول زهير:
وما أدري وسوف إخال أدري ... أقوم آل حصن أم نساء
3- وإما التعجب كقوله تعالى: {أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ} [3].
4- وإما التوبيخ كقول ليلى بنت طريف الخارجية في أخيها الوليد:
أيا شجر الخابور مالك مورقا ... كأنك لم تجزع على ابن طريف4 [1] سماء بن رشيق العمدة التشكيك وفائدته الدلالة على قرب الشبهين حتى لا يفرق بينهما ولا يتخفى ما له من حسن الروعة وجمال الموقع.
2 الوعساء وجلاجل، والنقي مواضع. [3] سورة الطور الآية: 15.
4 الخابور نهر بديار بكر يصب في الفرات.
اسم الکتاب : علوم البلاغة البيان، المعاني، البديع المؤلف : المراغي، أحمد بن مصطفى الجزء : 1 صفحة : 140