اسم الکتاب : نثار الأزهار في الليل والنهار المؤلف : ابن منظور الجزء : 1 صفحة : 96
أن فرخا من أفراخه إذا جاء من واسط تشتريه منه بخمسين دينارا، قال: صدق قال: ولم تشتريه إذا جاء من واسط بخمسين دينارا فأعاد عليه مثلما قال له الأول بعينه فقال: لا رزق الله من يشتري حماما جاء من واسط بخمسين دينارا رزقا.
ومما جاء في صراخ الديك وآذانه بالصباح قال عبد الله بن عبد الله بن عتبة: صرخ ديك عند النبي صلى الله عليه وسلم فسبه بعض أصحابه فقال (لا تسبوه فأنه يدعو إلى الصلاة) وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن مما خلق الله عز وجل لديكا عرفه
تحت العرش ورجلاه في الأرض السفلى وجناحه في الهواء فإذا ذهب ثلثا الليل وبقي ثلث ضرب بجناحه ثم قال سبحان الملك القدوس سبوح قدوس ربي لا شريك له فعند ذلك تضرب الطير بأجنحتها وتصيح الديكة) وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال: (الديك الأبيض صديقي وعدو عدو الله يحرس دار صاحبه وسبع دور) وكان صلى الله عليه وسلم يبيته معه في البيت وزعم أهل التجربة أن كثيرا ما يرون الرجل إذا ذبح الديك الأبيض الأفرق لا يزال ينكب في أهله والديك يسمى العنزفان. قال عدي بن زيد يصف الحمر:
ثلاثة أحوال وشهر تجرما ... يضيء كعين العنزفان المحارب
سمله بالمحارب كما سماه بالعنزفان قال المصنف وأنا أرى انه لم يسميه بالمحارب وإنما وصفه بذلك لأن غير الديك المحارب اشد حمرة واحد وأحد نظرا من غير المحارب فيكون مبالغة في وصف حمرة العين وبصيصها ويكون كقوله المحارب في البيت موقع حسن مع البديع يسمى التتميم كقول امرئ القيس:
كأن عيون الوحش حول خبائنا ... وأرحلنا الجزع الذي لم يثقب
فقوله لم يثقب أتم في التشبيه، وفي الديك الصيصة وهي طرف عرفه الحاد وهي سلاحه الذي يقاتل به وبها سمي الثور صيصه وسمية آطام
اسم الکتاب : نثار الأزهار في الليل والنهار المؤلف : ابن منظور الجزء : 1 صفحة : 96