اسم الکتاب : نثار الأزهار في الليل والنهار المؤلف : ابن منظور الجزء : 1 صفحة : 93
وللحمام من الفضيلة والفخر أن الحمام الواحد يباع بخمسمائة دينار ولم يبلغ ذلك باز ولا شاهين ولا صقر ولا عقاب ولا طاووس ولا بعير ولا بغل وذلك معروف في البصرة وبغداد، الحمام إذا جاء من الغابة بيع الفرخ الذكر من فراخه بعشرين دينارا وأكثر وبيعت الأنثى بعشرة دنانير وأكثر وبيعت البيضة بخمسة دنانير وأكثر فيقوم الزوج منها في الغلة مقام الصنعة الفاخرة حتى يبيض بمونة العيال ويقضي الدين ويبني من غلاته وأثمان رقابه الدور الجياد ويبتاع الحوانيت المغلة وهو في ذلك ملهى عجيب ومعتبر لم تذكر. وللحمام حسن الاهتداء وجودة الاستدلال وثبات الحفظ والذكر وقوة النزاع إلى أربابه والألف لوطنه وكفاك اهتداء ونزاعا أن الحفظ والذكر وقوة النزاع إلى أربابه والألف لوطنه وكفاك اهتداء ونزاعا أن يكون طائرا من بهائم الطير يجيء من خرشته ومن أفلوة وهما بدرب الروم إلى بغداد والبصرة، ثم الدليل على أنه إنما يستد بالعقل والمعرفة والعيافة أنه إنما يجيء من الغابة بالتدريج والتدريب وعلى ترتيب والدليل على علم أربابه بأن تلك المقدمات قد تجعن فيه وعملن في طباعه إنه إذا بلغ الحد المطلوب طيروه إلى الدرب وما فوق الدرب من بلاد الروم، ولو كان الحمام مما يرسل بالليل لكان ممل يستدل بالنجوم لأنا رأيناه يلزم بطن الفرات أو بطن الأودية
التي قد مر بها وهو يرى ويبصر ويفهم انحدار الماء ويعلم بعد طول الجولان إذا هو أشرف على الفرات أو دجلة أن طريقه وطريق الماء واحد وأنه ينبغي أن ينحدر معه وما أكثر ما يستدل على الجولان في الطرق إذا أعيته بطون الأودية فغن لم يدر أمصعد هو أو منحدر تعرف ذلك بالريح ومواضع الشمس في السماء وإنما يحتاج إلى ذلك كله إذا لم يكن وقع بعد على رسم يعمل عليه وربما كسر حين يرحل شمالا وجنوبا وصبا ودبورا. وللحمام نسب اشتملت عليه دواوين أصحاب الحمام أكثر من كتب الإنسان التي تضاف على الكلبي
اسم الکتاب : نثار الأزهار في الليل والنهار المؤلف : ابن منظور الجزء : 1 صفحة : 93