اسم الکتاب : المسالك والممالك للاصطخري أو مسالك الممالك - ليدن المؤلف : الإصطخري الجزء : 1 صفحة : 82
القعر كانّها كانت على قديم الايّام ارضا مكشوفة ويشبه ان يكون لمّا بنيت البصرة وشقّت الانهار واتّصل بعضها ببعض فى القرى والمجارى فتراجعت المياه وغلبت على ما يسفل من ارضها فصارت بحارا وبطائح وامّا واسط فانّها نصفان على شاطئ دجلة من غربيّها وشرقيّها وبين الجانبين جسر من سفن وفى كلّ جانب مسجد جامع وهى محدثة فى الاسلام احدثها الحجّاج بن يوسف وبها خضرآء الحجّاج وهى مدينة يحيط بحدّها الغربىّ البادية بعد مزارع يسيرة وهى خصبة كثيرة الشجر والنخيل والزروع وهى اصحّ هواء من البصرة وليس لها بطائح واراضى رساتيقها متّصلة معمورة وامّا الكوفة فانّها قريبة من البصرة فى الكبر وهواؤها اصحّ وماؤها اعذب من البصرة وهى على الفرات وبناؤها مثل بناء البصرة ومصرّها سعد بن ابى وقّاص وهى ايضا خطط لقبائل العرب الّا انّها خراجيّة بخلاف البصرة لانّ ضياع الكوفة جاهليّة وضياع البصرة احياء موات فى الاسلام والقادسيّة والحيرة والخورنق هى على طرف البادية ممّا يلى الغرب ويحيط بها ممّا يلى المشرق النخيل والانهار والزروع وهما والكوفة فى اقلّ من مرحلة، والحيرة مدينة جاهليّة طيّبة التربة مفترشة البناء كبيرة الّا انّها خلت عن الاهل لمّا عمرت الكوفة وهواؤها وترابها اصحّ من الكوفة وبينها وبين الكوفة نحو فرسخ، وقريب من الكوفة قبر علىّ عليه السلام وقد اختلف فى مكانه فقيل انّه فى زاوية على باب جامع الكوفة أخفى
اسم الکتاب : المسالك والممالك للاصطخري أو مسالك الممالك - ليدن المؤلف : الإصطخري الجزء : 1 صفحة : 82