اسم الکتاب : المسالك والممالك للاصطخري أو مسالك الممالك - ليدن المؤلف : الإصطخري الجزء : 1 صفحة : 140
ذكر طبقات الناس بفارس امّا طبقات الناس بفارس فانّ لهم فى قديم الايّام على ما يذكره الفرس فى كتبهم ملوكا ملكوا الدنيا مثل الضحّاك وجم وافريدون فى آخرين كانوا ملوك الارض حتّى قسم افريدون الارض بين بنيه فصار ملوك الفرس سكّان ايرانشهر الى ان قتل ذو القرنين دارا بن دارا الملك فصارت الممالك طوائف حتّى كان ايّام اردشير فعادت المملكة الى واحد فما زالت فيهم يتولّاها مثل سابور وبهرام وقباذ وفيروز وهرمز وسائر الاكاسرة حتّى جآء الاسلام فزال الملك عنهم وانّما سكن بابل الاكاسرة فى آخر ايّامهم ونقلوا عن ديارهم عن فارس الى قرب من الروم والعرب كما انتقل التبابعة من اليمن لمّا ملكوا الآفاق وكما انتقل ملوك الاسلام من العرب عن ديار العرب الى بابل لتوسّط الممالك والاشراف على كلّ ناحية، ولسنا نكثر فى ذكر ملوك الفرس لانتشار اخبارهم وعلم الناس بايّامهم فامّا فى الاسلام فانّ لهم ملوكا منهم فى تقليد الامارات ومنهم من قعد عنها على استقلاله بها وكفايته من الفرس والعرب الّذين توطّنوا فارس فصاروا من اهلها والّذين تغرّبوا عنها، فمنهم الهرمزان من الاساورة أسر فى ايّام عمر فقدم عليه فاطلقه وآمنه فاسلم وله الى آل ابى طالب صهر فاتّهم بقتل عمر بن الخطّاب مع ابى لؤلؤة عبد للمغيرة بن شعبة فقتله عبد الله بن عمر بعد موت عمر، ويقال انّ سلمان الفارسىّ من ولد الاساورة وانّه تزهّد وخرج بطلب الدين ويتصفّح الملل حتّى وقع الى المدينة فاسلم عند ورود النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - المدينة، ومنهم آل عمارة ويعرفون باولاد الجلندى ولهم مملكة عريضة وضياع كثيرة وقلاع على سيف البحر بفارس متاخمة لحدّ كرمان ويزعمون انّ ملكهم هناك قبل موسى وانّ الّذى قال الله وكان وراءهم ملك يأخذ كلّ سفينة غصبا هو الجلندى وهم قوم من ازد اليمن ولهم الى يومنا هذا منعة وعدّة وباس وعدد لا
اسم الکتاب : المسالك والممالك للاصطخري أو مسالك الممالك - ليدن المؤلف : الإصطخري الجزء : 1 صفحة : 140