responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المطالع البدرية في المنازل الرومية المؤلف : الغزي، أبو البركات    الجزء : 1  صفحة : 312
بصلاة الفجر، واغتنمنا بتعجيلها للأجر، ثمّ هدأنا هدأة الوصيب، ووسنا سنة النصيب، فلم نفق إلاّ والشمس قد طلعت، وارتقت لذُروتها وارتفعت، فحللنا بحلال، فأصلحنا الأحوال، وتجهّزنا للارتحال، فوصلنا إلى القُطَيِّفَة وقت الزوال، وهي قرية عامرة، ذات خيرات وافرة، وغلال متكاثرة. فيحاء الضواحي، جميلة النواحي، مخضرّة الأرجاء، فضيّة الأنحاء، وهي من وقف المرحوم السعيد وليّ الله تعالى الملك العادل نور الدِّين الشهيد من جملة أوقافه على المرستان، وهي الآن في ذخيرة السُّلْطَان، فأنخنا بها من عَطَن، وقد أشرفنا بحمد الله على الوطن. وأقمنا بها إلى العصر، وقد زال العناء والحصر، وحصل الجبر والنصر، ثمّ سرنا قافلين عن أوطارٍ بحمد الله مقضيّة، ومساعٍ بفضل الله مرضيّة.
ولم نزل نجوب في تلك البريّة، إلى أن وصلنا إلى قرية القُصَير عشية، فنزلنا بها واليوم في سن الاكتهال، وأيدينا مرتفعة بالشكر لله تعالى والابتهال، وهي قرية حسنة، ودمنة مستحسنة، طيبة الهواء، مشرقة الأضواء. جَمَّة الخيرات، طيبة النبات، كاملة الأذوات، فهي بغية النفس، وغاية الأنس، ومنية الطَرف، ومسرح الطِرف، وسلوة الخاطر، ونزهة الناظر، من حيث استقبلتها أشرقت وكيف ما
لمحت أساريرها برقت:
بلادٌ بها الحَصْبَاءُ دُرٌّ وتُرْبُها ... عبيرٌ وأنفاسُ الرياح شَمولُ

اسم الکتاب : المطالع البدرية في المنازل الرومية المؤلف : الغزي، أبو البركات    الجزء : 1  صفحة : 312
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست