responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أثر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في حركة عثمان بن فودي الإصلاحية في غرب أفريقيا المؤلف : مصطفى مسعد    الجزء : 1  صفحة : 438
غير أن هذا القول لا يتفق وما نعلمه عن طبيعة الجهاد وأهدافه. ذلك أنه كان محاولة صادقة للإصلاح وجهادا ضد الطغاة المستبدين، مهما كان جنسهم، بدليل أن الجهاد ضم بين الهوسة والفلان، وباستثناء القادة وأصحاب الألوية، فقد كان عدد المجاهدين من الهوسة لا يقل عن عدد المجاهدين من الفلان [1]. وكان أحد أصحاب الألوية الأربعة عشر على الأقل من الهوسة [2]. ثم إن جميع الفلان في بلاد الهوسة لم يشتركوا في الجهاد مع الشيخ عثمان بن فودي؛ إذ حارب بعضهم في صفوف أمراء الهوسة، على حين وقف البعض الأخر موقفا محايدا. والكثيرون من سكان البلاد الذين رأوا في الجهاد إعلاء لشأن الدين، انضموا لحركة الجهاد ضد بني جلدتهم، سواء أكانوا من الفلان أم من الهوسة[3].
لم تكن حركة الجهاد التي تزعمها الشيخ عثمان بن فودي موجهه ضد الوثنيين (الكفار) فحسب، ولكن ضد المرتدين والمستهترين من المسلمين الذين يخلطون أعمال الإسلام بأعمال الكفر. ولقد واجهت حركة الإصلاح بزعامة الشيخ عثمان بن فودي مقاومة عنيفة من جانب أمراء الهوسة- كما رأينا- كما تعرضت لنقد بعض معاصريه من العلماء والفقهاء، وعلى رأسهم الشيخ محمد الأمين الكانمي من برنو، والمعروف أن الشيخ الكانمي من أبرز علماء عمره، وشخصية إسلامية فذة، ولكنه اتهم الشيخ عثمان باستغلال الدين لنيل عرض الدنيا. وإذا كان الشيخ الكانمي قد سلم بوجهة نظر الجماعة الإسلامية من أنصار الشيخ عثمان، وضيقهم بخصومهم، فإنه لم يجد- في رأيه- في هذا الضيق ما يبرر قتالهم، على حين أن الشيخ عثمان اتهم الكانمي ومن لف لفه من العلماء والفقهاء بالنفاق لتحيزهم لملوك الهوسة ضد جماعة المسلمين.
ولقد أوضح محمد بللو- بتكليف من والده الشيخ عثمان بن فودي- في رسالة بعث

[1] Smith, m. g.: the jihad, p. 409.
[2] Ibid
[3] Allan Burns: History of Nigeria, P.46.
اسم الکتاب : أثر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في حركة عثمان بن فودي الإصلاحية في غرب أفريقيا المؤلف : مصطفى مسعد    الجزء : 1  صفحة : 438
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست