responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 85
من ولده ووالده» [1] ومما لا ريب فيه أن حظ الصحابة من حبه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان أتم وأوفر، ذلك أن المحبة ثمرة المعرفة، وهم بقدره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ومنزلته أعلم وأعرف من غيرهم، فبالتالي كان حبهم له - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أشد وأكبر [2]، وقد سئل أمير المؤمنين على رضي الله عنه: كيف كان حبكم لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قال: كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا ومن الماء البارد على الظمأ [3]، وهذه الخصوصية المطلقة ليست لأحد غير رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

5 - المعرفة الدقيقة الشاملة لملامح الشخصية النبوية: لقد ساعدت الصلة الأسرية، والمعايشة الطويلة القريبة، والتتبع الدقيق لما خص الله به نبيه من نفسية نبوية، ومكارم أخلاق وميول واتجاهات، أمير المؤمنين عليًا رضي الله عنه على معرفته الدقيقة الشاملة للشخصية النبوية وخصائصها والقدرة على وصفها، والتنويه بجوانب دقيقة في سيرته وخلقه، يلاحظ ذلك فيما روى عنه من وصف رسول الله وحليته وخلقه وسلوكه [4].
(أ) بيان خَلْقه: قال أمير المؤمنين على رضي الله عنه: «كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ليس بالطويل ولا بالقصير، شثن الكفين [5] والقدمين، مشرب وجهه حمرة، طويل المْسْرُبة [6] , ضخم الكراديس [7]، إذا مشى تكفَّأ تكفَّؤًا، كأنما ينحط من صبب [8]، لم أر قبله ولا بعد مثله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [9]، وعن محمد بن على عن أبيه قال: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -

[1] البخاري رقم 4فتح الباري (1/ 58).
[2] حقوق النبي على أمته (1/ 314).
[3] الشفا (2/ 568) للقاضي عياض.
[4] المرتضى: ص (39 - 43).
[5] أي خشن الكفين غليظهما: الصحاح للجوهري (5/ 214).
[6] الشعر المستدق الذي يأخذ من الصدر إلى السرة.
[7] الكُردوس: كل عظم تام ضخم فهو كردوس، وكل عظمين التقيا في مفصل فهو كردوس، وأراد على أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضخم الأعضاء.
[8] الصبب هو الموضع المنحدر، وهذه الصفة من المشي تعني أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان قويًا، فإذا مشى فكأنما يمشي على صدور قدميه من القوة.
[9] مسند أحمد 1/ 96 برقم (746) ط/ الرسالة - إسناده صحيح، صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي.
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست