responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 84
(د) الصلاة عليه: قال تعالى: {إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ [1] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب:56].
وهذا إخبار من الله سبحانه وتعالى بمنزلة عبده ونبيه في الملأ الأعلى، بأنه يثنى عليه عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلى عليه، ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوى والسفلي جميعًا [2]، ويؤكد أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضي الله عنه هذا الحق لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بوصف من لم يصلَّ على رسول الله عند سماع ذكره بالبخل، فيما يرويه عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، حيث قال: «البخيل الذي ذكرت عنده فلم يصل علىَّ» [3].
(هـ) محبته لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: قال تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24]. فالآية نصت على وجوب محبة الله ورسوله، وأن تلك المحبة يجب أن تكون مقدمة على كل محبوب، ولا خلاف في ذلك بين الأمة [4]، وقال تعالى: {قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران:31]. ففي هذه الآية إشارة ضمنية إلى وجوب محبة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لأن الله تبارك وتعالى قد جعل برهان محبته تعالى ودليل صدقها هو أتباع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وهذا الأتباع لا يتحقق ولا يكون إلا بعد الإيمان بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، والإيمان به لابد من تحقق شروطه التي منها محبة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه

[1] صلاة الله تعالى: ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة: الدعاء.
[2] تفسير ابن كثير (3/ 508)، منهج على بن أبى طالب في الدعوة: ص (129).
[3] صحيح سنن الترمذي (3/ 177) صحيح.
[4] تفسير القرطبي (8/ 95).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست