responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 57
المبحث الثالث
معايشة أمير المؤمنين على للقرآن الكريم
وأثرها عليه في حياته
أولاً: تصوره عن الله والكون والحياة والجنة والنار والقضاء والقدر:
كان المنهج التربوي الذي تربي عليه على بن أبى طالب رضي الله عنه هو نفسه الذي خضع له كل الخلفاء الراشدين، والصحابة الكرام، فقد تربوا على القرآن الكريم، وكان المربي سيد الخلق أجمعين محمدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقد حرص الحبيب المصطفى على توحيد مصدر التلقى وتفرده، وأن يكون القرآن الكريم وحده هو المنهج، مع ما يوحي إليه المولي عز وجل من الحكمة، ولقد تربي الفرد المسلم، والأسرة المسلمة، والجماعة المسلمة على العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولقد كانت للآيات الكريمة التي سمعها على من رسول الله مباشرة أثرها في صياغة شخصيته الإسلامية، فقد طهرت قلبه، وزكت نفسه، ونورت عقله، وتفاعلت معها روحه، فتحول إلى إنسان جديد بقيمه ومشاعره وأهدافه وسلوكه وتطلعاته [1].
فقد عرف على رضي الله عنه من خلال القرآن الكريم والتربية النبوية الراشدة من هو الإلة الذي يجب أن يعبده، وكان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يغرس في نفسه معاني تلك الآيات العظيمة، فقد حرص - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن يربي أصحابه على التصور الصحيح عن ربهم وعن حقه عليهم، مدركًا أن هذا التصور سيورث التصديق واليقين عندما تصفي النفوس، وتستقيم الفطرة، فأصبحت نظرة على رضي الله عنه إلى الله والكون والحياة والنار، والقضاء والقدر، وحقيقة الإنسان، وصراعه مع الشيطان مستمدة من القرآن الكريم وهدى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
فالله سبحانه وتعالى منزه عن النقائص، موصوف بالكمالات التي لا تتناهى، فهو «واحد لا شريك له ولم يتخذ صاحبة ولا ولدًا».
وأنه سبحانه خالق كل

[1] السيرة النبوية للصَّلابي (1/ 145).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست