responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 58
شيء ومالكه ومدبره: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54].
وأنه تعالى مصدر كل نعمة في هذا الوجود، دقت أو عظمت، ظهرت أو خفيت، {مَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} [النحل:53].
وأن علمه محيط بكل شيء، فلا تخفي عليه خافية في الأرض ولا في السماء، ولا ما يخفي الإنسان وما يعلن، وأنه سبحانه يقيد على الإنسان أعماله بواسطة ملائكته، في كتاب لا يترك كبيرة ولا صغيرة إلا أحصاها، وسينشر ذلك في اللحظة المناسبة والوقت المناسب {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18].
وأنه سبحانه يبتلي عباده بأمور تخالف ما يحبون وما يهوون ليعرف الناس معادنهم، ومن منهم يرضى بقضاء الله وقدره، ويسلم له ظاهرًا وباطنًا، فيكون جديرًا بالخلافة والإمامة والسيادة، ومن منهم يغضب ويسخط فلا يساوى شيئًا، ولا يُسند إليه شيء {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك:2].
وأنه سبحانه يوفق ويؤيد وينصر من لجأ إليه ولاذ بحماه ونزل على حكمة في كل ما يأتي وما يذر: {إِنَّ وَلِيَّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} [الأعراف: 196]، وأنه سبحانه وتعالى حقه على العباد أن يعبدوه ويوحدوه ولا يشركوا به شيئًا {بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ} [الزمر: 66].
وأنه وحده المستحق للعبادة وهذا حق الله على العباد، كما قال تعلى: {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَّشَاءُ وَمَن يُّشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [النساء: 48].
وأنه سبحانه حدد مضمون هذه العبودية، وهذا التوحيد في القرآن الكريم [1].
وأما نظرته للكون فقد استمدها من قول الله تعالى: {قُلْ أَئنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي

[1] منهج الرسول في غرس الروح الجهادية: (10 - 16).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست