اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 493
الذي خلقك وتقعد عنهم جندك وأعوانك من حراسك وشرطك حتى يكلمك متكلمهم غير متعتع [1] , ويبعث إلى قثم بن العباس «ابن عمه» برسالة يقول فيها: «ولا يكن لك إلى الناس سفير إلا لسانك ولا حاجب إلا وجهك» [2] , وهناك نصوص أخرى تؤكد على طبيعة العلاقة بين الرئيس والمرءوسين وأنها لا تقوم عبر الوسائل ولا القيود الإدارية، بل تقوم وجهًا لوجه عندما تستدعى الحاجة لذلك [3].
4 - مكافحة الجمود: هناك بعض النظريات الإدارية واللوائح التنظيمية تسبب الجمود، وإضاعة الوقت والجهد، وإضاعة الحقوق، كما أن كثيرًا من الأعمال لا يفكر بإنجازها أساسًا لأنها تستغرق وقتًا طويلا حتى يتم إقرارها عبر السلسلة الإدارية، من هنا جاءت دعوة أمير المؤمنين رضي الله عنه: من أطاع التواني ضيع الحقوق [4].
5 - الرقابة الواعية: الرقابة مهمة في كل تنظيم إداري، فقد نوه أمير المؤمنين رضي الله عنه إلى هذه الوظيفة فقال: «وابعث العيون من أهل الصدق والوفاء عليهم، فإن تعاهدك في السر لأمورهم حدوة لهم على استعمال الأمانة والرفق بالرعية» [5] , فالرقابة عند أمير المؤمنين هي عطف ونصرة للمراقب لمواصلة أداء الأمانة، كما أن الرقابة لابد أن تتم عبر وسائط من أهل الصدق والوفاء حتى يكون تقييمهم عادلاً لا تتلاعب فيه أهواؤهم، فالرقابة هنا عامل مساعد على التقدم، وتدفع بالأفراد إلى الحركة، والإخلاص في العمل. إن القوانين الصارمة لا وجود لها في الفكر الإداري لأمير المؤمنين رضي الله عنه عندما تعيق هذه القوانين حركة الأفراد داخل التنظيم، وتصبح سببًا لإضاعة الحقوق [6]. [1] المصدر نفسه، ص (622). [2] المصدر نفسه (647). [3] الإدارة والنظام الإداري عند الإمام على، ص (217). [4] نهج البلاغة، ص (714). [5] نهج البلاغة، ص (616). [6] الإدارة والنظام الإداري، ص (221، 222).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 493