responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 491
الشدة، وداول بين القسوة والرأفة وامزج لهم بين التقريب والإدناء والإبعاد والإقصاء إن شاء الله» [1]. فكان على الرئيس ملاحظة الأوضاع النفسية لمرءوسيه، وأن يضع استراتيجيته الإدارية على ضوء هذا الواقع، وأن يوازن بين ضرورات الضبط والتنظيم مع الضرورات الواقعية التي تفرزها الحالات الإنسانية والنفسية، فمن الخطأ أن تقوم النظرية الإدارية التنظيمية على قواعد صارمة وثابتة لا تراعي العامل الإنساني، ولا تراعي تأثيرات الظروف، وكأن التنظيم الإداري لأي مؤسسة أو منظمة أو حركة، أو حزب أو جمعية أو ناد ... إلخ يتحرك في فراغ بمعزل عن التأثيرات الخارجية والداخلية [2].

2 - عامل الخبرة والعلم: في هذا النطاق يؤكد أمير المؤمنين على رضي الله عنه على أهمية أن يكون المسئول صاحب خبرة وعلم، فإذا كان كذلك فله حق الطاعة، وألا فإنه لا طاعة له، يقول أمير المؤمنين: عليكم بطاعة من لا تعذرون بجهالته [3]، فإذا كان جاهلاً فإنهم معذورون فلا طاعة للجاهل لأنه يأخذهم إلى الهلاك. ويقول أيضًا: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق [4] , والجاهل غير العارف بالأمور ينتهي أمره إلى معصية الخالق [5] بأمر مخالف.

3 - العلاقة بين الرئيس والمرءوس: هذه العلاقة لا يرسمها التسلسل التنظيمي والتدرج بل ترسمه المصلحة المشتركة بين الرئيس والمرءوسين، يقول أمير المؤمنين على لواليه عندما بعثه إلى مصر: «ثم أمور من أمورك لابد لك من مباشرتها، منها إجابة عمالك بما يعيا عنه كتابك، ومنها إصدار حاجات الناس يوم وردها عليك بما تحرج به صدور أعوانك» [6] , ونحن هنا أمام حالة أُلغى فيها التسلسل الوظيفي إلغاء تامًا،

[1] نهج البلاغة، ص (539).
[2] الإدارة والنظام الإداري عند الإمام على، ص (217).
[3] نهج البلاغة، ص (700).
[4] المصدر نفسه، ص (701).
[5] الإدارة والنظام الإداري، ص (217).
[6] نهج البلاغة، ص (623).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 491
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست