responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 484
المؤمنين على: «الناس كلهم عيال على الخراج وأهله» والمقصود بالناس عامة الموظفين والمجاهدين الذين قال عنهم أمير المؤمنين رضي الله عنه: «لا قوام للجنود إلا بما يخرج الله من الخراج». وقد أرشد أمير المؤمنين إلى استثمار الأرض؛ أي عمارة الأرض فقد قال: «وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج لأن ذلك لا يدرك إلا بالعمارة، ومن طلب الخراج لغير عمارة أخرب البلاد وأهلك العباد» (1)
, فعمارة الأرض ستضيف موارد مالية جديدة يمكن الاستفادة منها في مجال الرواتب والنفقات المتنوعة، وتتم هذه النفقات باستقلالية عن الأجهزة المركزية التي لها حصة من هذه الموارد بعد أن يتم استخراج المقادير الضرورية للولاية، وبعث البقية إلى العاصمة، يقول أمير المؤمنين: «وما فضل عن ذلك فاحمله إلينا لنقسمه فيمن قبلنا» [2] , كما أن من النفقات المهمة في الولاية أعمار الأنهار، فقد كتب أمير المؤمنين على لقرظة بن كعب الأنصاري: «أما بعد، فإن رجالاً من أهل الذمة من عمالك ذكروا نهرًا في أرضهم قد عفا واندفن، وفيه لهم عمارة على المسلمين، فانظر أنت وهم، ثم أعمر وأصلح النهر، فلعمرى لأن يعمروا أحب إلينا من أن يخرجوا وأن يعجزوا ويقصروا في واجب من صلاح البلاد والسلام» [3].

8 - العمال التابعون للولاة ومتابعتهم: قال أمير المؤمنين على: «ثم انظر في أمور عمالك فاستعملهم اختبارًا [4] , ولا تولهم محاباة وأثرة، فإنها جماع شعب الجور واليانة، وتوخَّ منهم أهل التجربة والحياء، أهل البيوتات الصالحة والقدم في الإسلام [5] المتقدمة، فإنهم أكرم أخلاقًا وأصح أعراضًا، وأقل في المطامع إشرافًا، وأبلغ في عواقب الأمور نظرًا، ثم أسبغ

(1) المصدر نفسه، ص (617) ..
[2] شرح نهج البلاغة (618)، الإدارة والنظام، ص (258).
[3] تاريخ اليعقوبي (2/ 203)، الولاية على البلدان (2/ 37).
[4] أي الاختبار والامتحان قبل تولية الأعمال.
[5] أي أهلها هم الأولون.
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 484
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست