اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 36
هاشم وبنى المطلب، على ألا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم، ولا يبيعوهم شيئًا ولا يبتاعوا منهم، وكتبوا صحيفة وعلقوها في جوف الكعبة، وتواثقوا على ذلك، وانحازت بنو هاشم وبنو المطلب إلى أبى طالب فدخلوا معه في شعبه [1] , وذلك في محرم سنة سبع من النبوة ومكث بنو هاشم على ذلك نحو ثلاث سنوات لا يصل إليهم شيء إلا سرًا، ثم كان ما كان من أكل الأرضة للصحيفة، وإخبار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أبا طالب بذلك، وتمزيق الصحيفة، وبطلان ما فيها [2] , ومات أبو طالب في النصف من شوال في السنة العاشرة من النبوة، وهو ابن بضع وثمانين سنة، ولم يسلم أبو طالب [3] , وهو العام الذي ماتت في خديجة زوج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وتتابعت على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المصائب، وسمى هذا العام بعام الحزن [4].
5 - أم أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضي الله عنه: هي الصحابية الجليلة السيدة الفاضلة فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصى الهاشمية [5] ,وهي أول هاشمية ولدت هاشميًا [6] , وقد حظيت برعاية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حينما كفله عمه أبو طالب بناء على وصية أبيه عبد المطلب، فكانت له أمًا بعد أمة تقوم على شئونه وترعي أموره ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، وقد قضى الحبيب المصطفى قرابة عقدين من حياته في كنفها، وقد استجابت لدعوة الإسلام وأصبحت من السابقات الأوليات وصارت من صفوة النساء ممن أخذن المكانة العليا في ساحة الفضيلة، وكانت رضي الله عنها مثالاً للرأفة والرحمة في معاملة الزهراء رضي الله عنها، إذ كانت تقوم بمساعدتها برًا بها وبوالدها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وروى [1] السيرة النبوية لابن هشام (1/ 350، 351). [2] المصدر نفسه (1/ 373 - 377)، المرتضى: ص (26)، وقد فصلت ذلك في كتابي السيرة النبوية. [3] بلوغ الأرب (1/ 324). [4] السيرة لابن هشام (1/ 45، 46) المرتضى: ص (26). [5] نسب قريش: ص (40) فضائل الصحابة (2/ 685). [6] فضائل الصحابة (2/ 685).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 36