اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 328
ح- كيفية بداية الإيمان في القلب عند أمير المؤمنين على بن أبي طالب، وتعريفه للتقوى: قال أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه: إن الإيمان يبدو لمظة بيضاء في القلب، فكلما ازداد العبد إيمانًا ازداد القلب بياضًا، وكلما ازداد العبد نفاقًا ازداد القلب سوادًا، حتى إذا استكمل العبد النفاق اسود القلب، وايم الله لو شققتم عن قلب المؤمن لوجدتموه أبيض، ولو شققتم عن قلب المنافق والكافر لوجدتموه أسود [1].
وقد بين علماء أهل السنة حقيقة الإيمان فقالوا بأن الإيمان هو التصديق بالقلب والنطق بالشهادتين والعمل بالجوارح والأركان، أي هو: اعتقاد وقول وعمل، فهذه الثلاثة كلها مندرجة فيه وتمثل أجزاء من حقيقته، وقد تواترت أقوال العلماء ومن بعدهم على هذه الحقيقة واستدلوا بأدلة كثيرة من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية على صحة هذا القول في حقيقة الإيمان [2] , قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ - الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ - أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} [الأنفال: [2] - [4]]. فقد جمعت هذه الآيات- وهي تعرض صفات المؤمنين - بين عمل القلب وعمل الجوارح، واعتبرت هذا كله إيمانًا، وقصرت الإيمان عليه بأداة القصر والحصر (إنما) وعرفت المؤمنين بتلك الصفات مجتمعة، عندما ضمنتها بعبارة {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا" وأعمال الجوارح في هذه الصفات هي: إقامة الصلاة والإنفاق في سبيل الله [3].
وقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «الإيمان بضع وسبعون شعبة، أفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان» [4]. والشاهد في [1] الفتاوى (7/ 191). [2] في ظلال الإيمان للخالدى، ص (23). [3] تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين، ص (188). [4] مسلم، ك الإيمان (1/ 63) رقم (75).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 328