responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 327
وفي رواية أبي داود: فبلغ ذلك عليًا، فقال: ويح أم ابن عباس [1] , وهذا يحتمل أنه لم يرض بما اعترض به، ورأى النهى للتنزيه [2]. وقال ابن حجر أيضًا: (ويح) كلمة رحمة، فتوجع له لكونه حمل النهى على ظاهره، فاعتقد التحريم مطلقًا، فأنكره، ويحتمل أن يكون قالها رضًا بما قال، وأنه حفظ ما نسيه بناء على أحد ما قيل في تفسير «ويح»، أنها تقال بمعنى المدح والتعجب [3] , وقال: واختلف السلف في التحريق، فكره ذلك عمر، وابن عباس، وغيرهما مطلقًا سواء كان ذلك بسبب كفر، أو في حال مقاتلة، أو كان قصاصًا، وأجازه على، وخالد بن الوليد وغيرهما، وقال المهلب: ليس هذا النهى على التحريم، بل على سبيل التواضع، ويدل على جواز التحريق فعل الصحابة، فقد سمل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أعين العرنيين بالحديد المحمى، وقد حرق أبو بكر البغاة بالنار بحضرة الصحابة، وحرق خالد بن الوليد بالنار ناسًا من أهل الردة، وأكثر علماء المدينة يجيزون تحريق الحصون والمراكب على أهليها، قاله الثوري، والأوزاعى، وقال ابن المنير وغيره، لا حجة فيما ذكر للجواز، لأن قصة العرنيين كانت إما قصاصًا أو منسوخة كما تقدم، وتجويز الصحابي معارض بمنع صحابي آخر، وقصة الحصون والمراكب مقيدة بالضرورة إلى ذلك إذا تعين طريقًا للعدو (4)
, وقال ابن القيم: وحرق أبو بكر رضي الله عنه اللوطية وأذاقهم حر النار في الدنيا قبل الآخرة، وكذلك قال أصحابنا: إذا رأى الإمام تحريق اللوطي فله ذلك، فإن خالد بن الوليد، رضي الله عنه، كتب إلى أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، أنه وجد في بعض نواحي العرب رجلاً ينكح كما تنكح المرأة، فاستشار الصديق أصحاب رسول الله وفيهم على بن أبي طالب وكان أشدهم قولاً، فقال: إن هذا الذنب لم تعص به أمة من الأمم، إلا واحدة فصنع الله بهم ما قد علمتم، أرى أن يحرق بالنار، فكتب أبو بكر إلى خالد أن يحرقوا فحرقهم، ثم حرقهم عبد الله ابن الزبير في خلافته، ثم حرقهم هشام بن عبد الملك [5].

[1] سنن أبي داود، ك الحدود (4/ 520) صححه الألباني.
[2] فتح الباري (12/ 271).
[3] المصدر نفسه (12/ 272).
(4) فتح الباري (6/ 150) ..
[5] الطرق الحكمية في السياسة الشرعية، ص (22، 23).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 327
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست