اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 279
يضرب مثلاً عاليا في الورع والزهد في متاع الدنيا الزائل من طعام وشراب، فلقد كان بإمكانه أن يأخذ من بيت المال ما شاء من الأموال مما لا يلفت النظر إليه، حيث يؤمن له معيشة مساوية لأغنياء المسلمين، ولكنه رضي بخشونة العيش إيثارًا للآجلة عن العاجلة، واحتياطًا لأمر دينه، وإبرازًا للقدوة الصالحة، لأنه إذا كان أعلى رجل في الدولة يعيش في هذا المستوى من العيش فإن في ذلك عزاء للفقراء ليصبروا ويرضوا بقضاء الله تعالى وقدره، ووعظًا للأغنياء ليشكروا الله تعالى، فيخففوا من اندفاعهم نحو الترف والإسراف [1].
6 - لا أحب أن يدخل بطني إلا ما أعلم: كان أمير المؤمنين - رضي الله عنه - يختم على الجراب الذي فيه دقيق الشعير الذي يأكل من ويقول: لا أحب أن يدخل بطني إلا ما أعلم [2] , وقال سفيان: إن عليًا لم يبن آجرة على آجرة ولا لبنة على لبنة، ولا قصبة على قصبة، وإن كان ليؤتى بحبوبه من المدينة في جراب [3].
7 - إنك لطيب الريح، حسن اللون، طيب الطعم: يروى عدى بن ثابت، وحبة بن جوين أنه أتى بطستخوان فالوذج [4] إلى على فلم يأكل، وقال على: إنك لطيب الريح، حسن اللون، طيب الطعم، لكن أكره أن أعوَّد نفسي ما لم تعتده [5].
8 - أزهد الناس في الدنيا على بن أبي طالب: قال الحسن بن صالح بن حى: تذاكروا الزهاد عند عمر بن عبد العزيز، فقال: أزهد الناس في الدنيا على بن أبي طالب [6] , وقد ذكر الذهبي أن [1] التاريخ الإسلامي (12/ 431). [2] الكامل في التاريخ (2/ 443). [3] الكامل في التاريخ (2/ 443). [4] الطستخوان: عبارة عن طست كبير يوضع وسط المائدة، والفالوذج: حلواء تعمل من الدقيق والماء والعسل. [5] الحلية (1/ 81)، صحيح التوثيق، ص (74). [6] تاريخ الإسلام عهد الخلفاء الراشدين، ص (645).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 279