responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 134
وقد طعن الروافض الغلاة في موقف الصحابة وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم في الحديبية، وذكروا من مراجعة عمر للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في أمر الصلح، وكذلك تأخر الصحابة في بداية الأمر عن النحر والحلق حتى نحر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وحلق، ولا مطعن في شيء من هذا في أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا عمر ولا غيره من الصحابة الذين شهدوا الحديبية، وبيان ذلك أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان قد رأى في المنام أنه دخل مكة وطاف بالبيت، فأخبر أصحابه بذلك وهو بالمدينة، فلما ساروا معه عام الحديبية لم يشك جماعة منهم أن هذه الرؤيا تتفسر هذا العام، فلما وقع أمر الصلح، وفيه أن يرجعوا عامهم هذا، ثم يعودوا العام القادم شق ذلك على أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [1] , فجعل عمر- رضي الله عنه - على ما عرف به من القوة في الحق والشدة فيه يسأل رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ويراجعه في الأمر، ولم تكن أسئلته التي سألها رسول الله لشك في صدق الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أو اعتراض عليه، لكن كان مستفصلاً عما كان متقررًا لديه، من إنهم سيدخلون مكة ويطوفون بالبيت، وأراد بذلك أن يحفز رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على دخول مكة، وعدم الرجوع إلى المدينة، لما يرى في ذلك من عز لدين الله وإرغام للمشركين [2].
قال النووي: قال العلماء: لم يكن سؤال عمر - رضي الله عنه - وكلامه المذكور شكًا بل طلبًا لكشف ما خفي عليه، وحثًا على إذلال الكفار وظهور الإسلام، كما عرف من خلقه- رضي الله عنه - وقوته في نصر الدين وإذلال المبطلين [3] , فعمر - رضي الله عنه - كان في هذا مجتهدًا حمله على هذا شدته في الحق، وقوته في نصرة الدين، والغيرة عليه، مع ما كان قد عودهم عليه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من المشورة وإبداء الرأي امتثالاً لأمر الله تعالى: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ} [آل عمران: 159]، وقد كان كثيرًا ما يستشيرهم ويأخذ برأيهم، كما استشارهم يوم بدر في الذهاب إلى العير، وأخذ بمشورتهم، وشاورهم يوم أحد في أن يقعد في المدينة، أو يخرج للعدو،

[1] البداية والنهاية (4/ 170)، تاريخ الطبري (2/ 635).
[2] الانتصار للصحب والآل: ص (264).
[3] شرح صحيح مسلم (12/ 141).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست