responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 112
وأنا يومئذ محتلم فقال: "إن فاطمة مني، وإني أتخوف أن تفتن في دينها" قال: ثم ذكر صهرًا له من بني عبد شمس [1]، فأثنى عليه في مصاهرته إياه، فأحسن، قال: "حدثني فصدقني، ووعدني فأوفى لي، وإني لست أحرم حلالاً، ولا أحل حرامًا، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله في مكان واحد أبدًا" [2].
وروى الترمذي بسنده إلى عبدالله بن الزبير رضي الله عنه: أن عليًّا ذكر بنت أبي جهل فبلغ ذلك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: "إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ويتعبني ما أتعبها" [3].
وفي إعلان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - محبتها ومكانتها على الملأ، وأن إذايتها إذاية له،
تعريف بحق [4] حرمتها، كما دلت هذه الأحاديث على تحريم إيذاء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بكل حال، وعلى كل وجه، وإن تولد ذلك الإيذاء مما كان أصله مباحًا وهو حي وهذا بخلاف غيره، وقالوا: وقد أعلم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بإباحة بنت أبي جهل لعلي بقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لست أحرم حلالاً" ولكن نهى عن الجمع بينهما، لعلتين منصوصتين:
إحداهما: أن ذلك يؤدي إلى أذى فاطمة، فيتأذى حينئذ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فيهلك
من آذاه فنهى عن ذلك لكمال شفقته على علي وعلى فاطمة.
والثانية: خوف الفتنة عليها بسبب الغيرة، وقيل: ليس المراد به النهي، بل معناه: أعلم من فضل الله أنهما لا تجتمعان، ويحتمل أن المراد تحريم جمعهما ويكون معنى "لست أحرم حلالاً" أي: لا أقول شيئًا يخالف حكم الله، فإذا أحل الله شيئًا لم أحرمه، وإذا حرم شيئًا لم أحلله ولم أسكت عن تحريمه، لأن سكوتي تحليل له، ويكون من جملة محرمات النكاح الجمع بين بنت نبي الله وبنت عدو الله [5]، ومن

[1] هو: أبو العاص بن الربيع زوج زينب رضي الله عنها وكان قد وقع أسيرًا في بدر، فأرسلت زينب قلادتها في فداء زوجها، فأطلق رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أبا العاص بن الربيع ورد المسلمون على زينب قلادتها، وأخذ النبي على أبي العاص أن يخلي سبيلها فوعده ذلك ففعل.
(2) "مسلم" (4/ 1903).
(3) "فضائل الصحابة" (2/ 756) رقم (1327)، وإسناده صحيح.
(4) "الدوحة النجوية الشريفة" ص (57).
(5) "شرح صحيح مسلم" (6/ 236، 237).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست