responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 100
وذهب ابن القيم إلى عدم وقوع المؤاخاة بمكة، فقال: وقد قيل: إنه -أي: النبي
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -- آخى بين المهاجرين بعضهم مع بعض، مؤاخاة ثانية، واتخذ فيها عليًّا أخا لنفسه، والثبت الأول [1]، والمهاجرون كانوا مستغنين بأخوة الإسلام، وأخوة الدار،
وقرابة النسب عن عقد مؤاخاة بخلاف المهاجرين مع الأنصار [2]، ولم تشر كتب السيرة الأولى المختصة إلى وقوع المؤاخاة بمكة، والبلاذري ساق الخبر، بلفظ: "قالوا" دون إسناد؛ مما يضعف الرواية، كما أن البلاذري نفسه ضعفه النقاد، وعلى فرض صحة هذه المؤاخاة بمكة فإنها تقتصر على المؤازرة والنصيحة بين المتآخين دون أن تترتب عليها حقوق التوارث [3]، الذي نسخ بقول الله تعالى: {وَأُوْلوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شيْءٍ عَلِيمٌ} (الأنفال: 75)، فهذه الآية نسخت التوارث بموجب نظام المؤاخاة [4]، وبقيت النصرة والرفادة والنصيحة بين المتآخين [5]. وقد ذكر ابن كثير أن بعض العلماء ينكر مؤاخاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعلي ويمنع صحته، وأن مستنده في ذلك أن هذه المؤاخاة إنما شرعت لأجل ارتفاق
بعضهم من بعض، ولتتآلف قلوب بعضهم على بعض، فلا معنى لمؤاخاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأحد منهم، ولا مهاجري لمهاجري آخر، ولكنه أشار إلا أنه قد يكون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -أراد ألاَّ يجعل مصلحة علي إلى غيره، وبخاصة أنه كان ينفق عليه من صغره في حياة أبيه [6]، ولكنه عاد في موضع آخر فأشار إلى معظم الأحاديث التي تحدثت عن مؤاخاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعلي -رضي الله عنه- بأن أسانيدها كلها ضعيفة لا تقوم بها حجة [7]، وهناك مصادر ذكرت المؤاخاة بين النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وعلي بدون إسناد، منها:
محمد بن حبيب [8]، وابن الجوزي [9]، وابن الأثير [10].

[1] يعني: المؤاخاة في المدينة.
(2) "زاد المعاد" (2/ 79).
(3) "السيرة النبوية الصحيحة" (1/ 241).
[4] المصدر نفسه (2/ 246).
(5) "التاريخ الإسلامي " لعبد الحميد (4/ 25).
(6) "البداية والنهاية"، (3/ 226)، ومن أراد التوسع فلينظر: "أثر التشيع على الروايات التاريخية في القرن الأول الهجري"، لعبد العزيز نور ولي ص (293) إلى (298).
(7) "البداية والنهاية" (7/ 348).
(8) "المحبر" ص (70).
(9) "المنتظم في تاريخ الأمم والملوك (3/ 74).
(10) "أسد الغابة في معرفة الصحابة" (3/ 588، 601).
اسم الکتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست