responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 43
بالمدينة روايات أخرى إلا أنها تتفق على وفاء أبي العاص بن الربيع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتتفق على إيذاء المشركين لها في خروجها من مكة [1].

جـ ـ وفاتها وذريِّتها:
فقد جاء عن عروة بن الزبير: أن رجلاً أقبل بزينب بنت رسول الله فلحقه رجلان من قريش، فقاتلاه حتى غلباه عليها، فدفعاها حتى وقعت على صخرة، فأسقطت وأهريقت دماً، وذهبوا بها إلى أبي سفيان، فجاءته نساء بني هاشم فدفعها إليهن ثم جاءت بعد ذلك مهاجرة، فلم تزل وجعة حتى ماتت من ذلك الوجع، فكانوا يرون أنها شهيدة، وكانت وفاتها في أول سنة ثمان من الهجرة النبوية [2].
ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على تجهيزها، فعن أم عطية رضي الله عنها قالت: لما ماتت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: اغسلنها وتراً، ثلاثاً أو خمساً، واجعلن في الخامسة كافوراً، أو شيئاً من كافور، فإذا غسلتنها فأعلمنني، قالت: فأعطانا حِقْوة، وقال: أشعرنها إياه [3]. وهكذا نرى حجم المصائب التي تحملها الرسول صلى الله عليه وسلم حتى وصلت إلى بناته وقد استمر على طريق الدعوة صابراً محتسباً ومنه نتعلم أن طريق إعزاز الإسلام يحتاج إلى صبر واستعداد للتضحية.
وقد أنجبت زينب رضي الله عنها من أبي العاص بن الربيع، أمامة، وعلياً، أما علي فقد مات وهو صغير، وقيل مات في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد ناهز الحلم ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح، وهو مردفه على ناقته. وكانت أمامة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالموقع الكريم، والمحل العظيم، فقد كان يحملها على عاتقه وهو يؤم الناس في الصلاة، فعن أبي قتادة الأنصاري قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو يحمل أمامة بنت أبي العاص ابنة ابنته على عاتقه، فإذا ركع وضعها وإذا قام حملها [4]، وعن عائشة رضي الله عنها أن النجاشي أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم حِلْية فيها

[1] المصدر نفسه صـ 41.
[2] مجمع الزوائد للهيثمي (9/ 216).
[3] مسلم، ك الجنائز (2/ 648)، طبقات ابن سعد (8/ 34).
[4] مسلم رقم 543.
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست