responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 377
على الصلح: يا عار المؤمنين! قال: للعار خير من النار [1]، وفى رواية ابن سعد: إنى اخترت العار على النار [2]، ونلحظ أن الحسن بن على كان يناقش أتباعه ويبين، لهم دوافعه ويرتقى بهم نحو قناعته، ولم يكن ممن تقوده الجماهير، وهمه ما يطلبه المستمعون، وإنما شق طريقه وفق تصوراته وفهمه لحقائق الأمور، ونأى بنفسه أن يتأثر بضغط عوام الناس ما دامت الخطوات التى يسير بها فيها رضا الله، ومصلحة المسلمين، وهذا درس كبير لكثير من القيادات الإسلامية، في كون القائد هو الذي يقود عامة الناس ويرتقى بهم نحو أهدافهم، وفى مثل ظروف الحسن عادة يكون الزعماء بين أمور:
أ- ما تطلبه الجماهير.
ب- من لا يهتم ولا يرد على أحد.
ج- عمل الصواب والحق والارتقاء بالجماهير. ونرى الحسن بن على اختار الطريق الثالث وهو عمل الصواب والحق والارتقاء بالجماهير نحو الأهداف السامية التى رسمها، ولذلك قام بتقديم رؤية واضحة وخطوات تنفيذية عبر مراحل وتمهيدات ووضع شروط وتغلب على العوائق، واهتم بإقناع المخالفين لوجهة نظره وهذا هو الصواب والله أعلم.

رابعًا: حرصه على وحدة الأمة:
قام الحسن بن على خطيبًا رضي الله عنه في إحدى مراحل الصلح فقال: أيها الناس، إنى قد أصبحت غير محتمل على مسلم ضغينة [3]، وإنى ناظر لكم كنظرى لنفسى، وأرى رأيًا فلا تردوا علىَّ رأيي، إن الذي تكرهون من الجماعة أفضل مما تحبون من الفرقة [4]. وقد تحقق بفضل الله ثم حرص الحسن على وحدة الأمة ذلك المقصد العظيم، فقد ارتأى رضي الله عنه أن يتنازل عن الخلافة حقنًا لدماء المسلمين، وتجنبًا للمفاسد العظيمة التى ستلحق الأمة كلها في المآل إذا بقى

[1] تاريخ دمشق (14/ 88).
[2] الطبقات، تحقيق السلمي (1/ 329) إسناده ضعيف جدًا.
[3] الضغينة: الحقد.
[4] الأخبار الطوال، ص (200).
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 377
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست