responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 374
مثل هاتين الآيتين عام فيشمل الإصلاح في الدين والدنيا، ومنه الإصلاح بين الناس عند حدوث المقتضى لذلك من نزاع ونحوه لا يخلو منه مجتمع من المجتمعات البشرية [1]. فهذا المقصد القرآنى الكريم، كان دافعًا للحسن بن على في الصلح، وقد تتبع خطوات جده - صلى الله عليه وسلم - في الحرص على الصلح، فقد كان النبى - صلى الله عليه وسلم - يجهد نفسه في الإصلاح ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، فقد حدث ذات يوم أن أهل قباء اقتتلوا [2] حتى تراموا بالحجارة، فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك فقال: "اذهبوا بنا نصلح بينهم" [3]، فانظر كيف أن النبى - صلى الله عليه وسلم - لم يتوان عن الذهاب للإصلاح بين المسلمين حينما بدر الشقاق بينهم ليحسم الخلاف، ويعيد الوئام قبل أن يستفحل الأمر ويتسع الخرق على الراقع [4].
ولأهمية الصلح بين الناس وفضله أجاز الإسلام الكذب فيه إذا كان القصد من ذلك الإصلاح بين المتخاصمين، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمى خيرًا أو يقول خيرًا" [5]، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يحل الكذب إلا في ثلاث: الرجل يحدت امرأته ليرضيها، والكذب في الحرب، والكذب ليصلح بين الناس" [6]، وما ذلك إلا لعظم خطر الخلاف بين المسلمين وفساد ذات بينهم كما بينه - صلى الله عليه وسلم -: "إياكم وسوء ذات البين فإنها الحالقة" [7] أى: الخصلة التى من شأنها أن تحلق، أراد أنها خصلة سوء تذهب الدين كما تذهب الموسى الشعر [8]، ولقد بين عليه الصلاة والسلام ما للصلح من أجر عظيم بقوله: "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ " قالوا: بلى يا رسول الله قال: "إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هى الحالقة" [9]. ولذلك كان من أمله الكبير ورجائه العظيم في

[1] أخلاق النبى - صلى الله عليه وسلم - في القرآن والسنة (2/ 971).
[2] أى: فعلوا فعلاً يؤدى بهم إلى القتل من مضاربة بالأيدى والعصى.
[3] البخارى، ك الصلح، رقم (2690).
[4] أخلاق النبى - صلى الله عليه وسلم - في ضوء القرآن والسنة (2/ 979).
[5] البخارى، ك الأدب، رقم (4900).
[6] سنن أبي داود مع عون المعبود (13/ 263)، رقم (4900).
[7] سنن الترمذى، رقم (2508) قال عنه الترمذى: صحيح غريب من هذا الوجه.
[8] جامع الأصول لابن الأثير (6/ 668).
[9] سنن الترمذى، رقم (2509) وقال الترمذى: حديث صحيح.
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 374
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست