اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 366
نفسى [1]، عنكم إلا لثلاث خصال لذهلت: مقتلكم أبي، ومطعنكم بغلتى وانتهابكم ثقلى، أو قال: ردائى عن عاتقى، وإنكم قد بايعتمونى أن تسالموا من سالمت وتحاربوا من حاربت، وإنى قد بايعت معاوية فاسمعوا له وأطيعوا قال: ثم نزل فدخل القصر [2].
1 - موقف شرطة الخميس من الصلح:
أما موقف شرطة الخميس -وهم مقدمة جيش العراق إلى مسكن- من الصلح، فقد أخرج الحاكم عن أبي الغريف [3]، قال: كنا في مقدمة الحسن بن على اثنى عشر ألفًا، تقطر أسيافنا من الحدة على قتال أهل الشام، وعلينا أبو العمرطة [4]، فلما أتانا صلح الحسن بن على ومعاوية كأنما كسرت ظهورنا من الحرد [5] والغيظ، فلما قدم الحسن بن علىّ على الكوفة، قام إليه رجل منا يكنى أبا عامر سفيان بن الليل [6]. فقال: السلام عليك يا مذل المؤمنين، فقال الحسن: لا تقل ذلك يا أبا عامر، لم أذل المؤمنين، ولكنى كرهت أن أقتلهم في طلب الملك [7]. ويبدو أنا أبا العمرّطة كان أميرًا على مجموعة من جيش الخميس في المقدمة، وكان فيهم أبو الغريف، لأنه من الثابت أن جيش الخميس كان عليه قيس بن سعد رضى الله عنه، كما أن الروايات الصحيحة لا تذكر أى وجود لعبيد الله بن العباس على جيش الخميس، مما يثير الشك حول وجود عبيد الله بن العباس في العراق في هذه الفترة [8]، ولا يلتفت إلى الروايات الساقطة والموضوعة التى تزعم أن عبيد الله خان الحسن مقابل رشاوى مالية من معاوية.
أما قيس بن سعد فقد تردد في الدخول في الصلح، واعتزل بمن أطاعه ثم شرح الله صدره، ودخل في الصلح وبايع معاوية رضوان الله عليهم أجمعين، وفى [1] تذهل تفسى: تسلو نفسى، لسان العرب (11/ 259). [2] الطبقات، تحقيق السُّلمي (1/ 324). [3] عبيد الله بن خليفة الهمدانى المرادى، صدوق، رمى بالتشيع، التقريب، ص (370). [4] اسمه عمير بن يزيد الكندى، شارك في حركة حجر بن عدى سنة 51هـ، تاريخ الطبرى (5/ 259)، مرويات معاوية، ص (146). [5] الحرد: الغضب، القاموس المحيط، ص (353). [6] من الذين شاركوا المختار الثقفى في الطلب بدم الحسين 66هـ. [7] المستدرك (3/ 175). [8] مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبرى، ص (114).
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 366