اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 365
مما يعنى أن جيش العراق قد قابل جيش الشام وهو في أحسن حالاته المادية والمعنوية، وحيث إن جيش أهل العراق قد اضطرب حاله بعد خطبة الحسن فإن هذا يعنى انتفاء مقابلة جيش العراق لجيش الشام بعد الخطبة، لذا فإن الأقرب للواقع أن خطبة الحسن في معسكره كانت بعد التقاء الجيشين العراقى والشامى، وبعد وقوع الصلح بين الحسن ومعاوية رضي الله عنهما [1]، هذا بالإضافة إلى أن خطبة الحسن هذه كانت مدخلاً وتمهيدًا منه رضي الله عنه لإخبار أتباعه بالصلح الذي تم بينه وبين معاوية، وهذا ما تبينه الروايات التالية:
ما أخرجه ابن سعد من طريق رياح بن الحارث [2]: إن الحسن بن على قام بعد وفاة على رضي الله عنه، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن كل ما هو آت قريب، وإن أمر بن واقع، وإن كره الناس، وإنى والله ما أحببت أن ألى من أمر أمة محمد ما يزن مثقال حبة من خردل يهراق فيه محجمة من دم، قد علمت ما يضرنى مما ينفعنى فألحقوا بطيتكم [3][4]، وقد يقول قائل: إن هذه الرواية قد قيلت في الكوفة وليست في المدائن والجواب على ذلك: أن أحمد بن حنبل أخرج الرواية نفسها من طرق رياح بن الحارث وبإسناد صحيح [5]، وفيها: أن الناس اجتمعوا إلى الحسن بن على بالمدائن [6] .. ثم ذكر بقية رواية ابن سعد، وحيث إن هذه الخطبة قد قيلت في المدائن فإن الأرجح أنها قيلت بعد صلح الحسن مع معاوية -رضي الله عنهما- حيث يرد شأنها ما ورد بشأن خطمة الحسن التى عند البلاذرى. بل لعلها كانت جزءًا من خطبة الحسن التى أوردها البلاذرى وأسفرت عن اضطراب معسكر الحسن.
وقد بقيت الإشارة إلى موقف الحسن رضي الله عنه تجاه ما حصل له في معسكره وهو ما أخرجه ابن سعد من طريق هلال بن خباب [7]، قال: جمع الحسن ابن على رؤوس أصحابه في قصر المدائن، فقال: يا أهل العراق، لو لم تذهل [1] مرويات خلافة معاوية، ص (142). [2] رياح بن الحارث النخفى ثقة، التقريب، ص (211). [3] بطيتكم: أى بوجهتكم، لسان العرب (15/ 2). [4] الطبقات، تحقيق السلمي (1/ 317). [5] فضائل الصحابة (2/ 773). [6] المصدر السابق (2/ 773) إسناد صحيح. [7] هلال بن خباب العبدى، صدوق، التقريب، ص (575).
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 365