responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 356
الأعمى والتهور الأحمق، والمغامرة والمقامرة التى تجلب معها الدمار والخراب، والإذلال والسباب وينتهى أصحابها إلى غضب الله، ولعنة التاريخ، وهل تدافع أمواج الدماء البشرية عبر العصور والقرون إلا من الحرص على الرئاسة والسلطان والتكالب على الدنيا؟! [1].
لقد كان الحسن زاهدًا في الدنيا والملك والرئاسة، ولو أرادها لأدار الحرب الطحون سنين وسنين ولكنه كان ينظر إلى الدار الآخرة، ويريد حفظ دماء أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، قال الحسن البصرى: فلما ولى الحسن ما أهريق في سببه محجمة دم [2]، وكان يعلنها صريحة ويفتخر بذلك ويعتز بتنفيذه للوصية النبوية، وسلوكه مسلك التربية الإيمانية [3]، فقد أصلح بن بالحسن بين أهل العراق والأمة كلها، فجعل النبى - صلى الله عليه وسلم - الإصلاح من فضائل الحسن، مع أن الحسن نزل عن الأمر وسلم الأمر إلى معاوية، فلو كان القتال هو المأمور به دون ترك الخلافة ومصالحة معاوية لم يمدحه النبى - صلى الله عليه وسلم - على ترك ما أمر به وفعل ما لم يؤمر به، ولا مدحه على ترك الأولى وفعل الأدنى، فعلم أن الذي فعله الحسن هو الذي كان يحبه الله ورسوله لا القتال [4].

المرحلة الثانية:
شرط البيعة الذي وضعه الحسن رضي الله عنه أساسًا لقبوله مبايعة أهل العراق له، ذلك الشرط الذي نص على أنهم يسالمون من يسالم ويحاربون من يحارب [5]، فعن ميمون ين مهران، قال: إن الحسن بن على بن أبي طالب بايع أهل العراق بعد علىّ على بيعتين، بايعهم على الإمرة، وبايعهم على أن يدخلوا فيما دخل فيه ويرضوا بما رضى به [6]، وفى رواية أخرى، من طريق خالد بن مصرَّب، قال:

[1] الدوحة النبوية الشريفة، ص (94).
[2] دلائل النبوة للبيهقى (6/ 443)، الدوحة النبوية الشريفة، ص (95).
[3] الدوحة النبوية الشريفة، ص (95).
[4] الفتاوى (28/ 300).
[5] مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبرى، ص (156).
[6] الطبقات، تحقيق السلمي (1/ 316، 317) إسناده حسن.
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 356
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست