responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 352
المبحث الرابع
صلح الحسن بن علي مع معامرية رضي الله عنهم
بويع الحسن رضي الله عنه بيعة عامة، وبايعه الأمراء الذين كانوا مع والده، وكل الناس الذين بايعوا لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وباشر سلطته كخليفة، فرتب العمال وأمّر الأمراء وجند الجنود وفرق العطايا، وزاد المقاتلة في العطاء مائة مائة؛ فاكتسب بذلك رضاءهم [1]، وكان في وسعه أن يخوض حربًا لا هوادة فيها ضد معاوية، وكانت شخصيته الفذة من الناحية السياسية، والعسكرية، والأخلاقية، والدينية تساعد على ذلك مع وجود عوامل أخرى، كوجود قيس بن سعد بن عبادة، وحاتم بن عدى الطائى وغيرهما من قادة المسلمين الذين لهم من القدرات القيادية الشيء الكثير، إلا أن الحسن بن على مال إلى السلم والصلح لحقن الدماء، وتوحيد الأمة، ورغبة فيما عند الله وزهده في الملك، وغير ذلك من الأسباب التى سيأتي بيانها وتفصيلها، وقد قاد الحسن بن على مشروع الإصلاح الذي توّج بوحدة الأمة، وظل زمام الموقف في جانبه وبيده ويد أنصاره، وكانت جبهته العسكرية قوية كما جاء في رواية البخارى، وقد عبر عن ذلك عمرو بن العاص عندما قال: إنى لأرى كتائب لا تولى حتى تقتل أقرانها [2]، وقال الحسن ابن على: كانت جماجم العرب بيدى تحارب من حاربت وتسالم من سالمت [3]، ولو لم يكن الحسن مرهوب الجانب لما احتاج معاوية رضي الله عنه إلى أن يفاوضه ويوافق على ما طلب من الشروط والضمانات، ولكان عرف ضعف جانب الحسن وانحلال قوته عن طريق عيونه، ولدخل الكوفة من غير أن يكلف نفسه مفاوضة أحد أو ينزل على شروطه، ومطالبه.
وتفوق جانب معاوية على الحسن لا مراء فيه فهل صالح الحسن معاوية لهذا السبب [4]؟، قال ابن تيمية في منهاج السنة:

[1] تاريخ العراق في ظل الحكم الأموي، ص (87)، مقاتل الطالبين، ص (55).
[2] البخارى، ك الصلح رقم (2704).
[3] المستدرك (3/ 170) صحيح على شرط الشيخين.
[4] دراسة في تاريخ الخلقاء الأمويين بطاينة، ص (60. 61).
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 352
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست