اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 326
ولم يذكر قتل بسر لشيعة على باليمن أو الحجاز المؤرخ الثقة خليفة بن خياط في تاريخه [1]، وطبقاته [2]، وإنما ذكر خبر بعث معاوية له للاستيلاء على اليمن والحجاز وكذلك البخارى في الكبير [3]، والحاكم في المستدرك [4]، ولا يصح أبدًا قتل بسر بن أبي أرطأة العامرى لابنى عبيد الله باليمن، ويرى أهل الشام بأن بسر ابن أبي أرطأة سمع من النبى -صلى الله عليه وسلم-، وهو أحد الذين بعثهم عمر بن الخطاب مددًا إلى عمرو بن العاص لفتح مصر، على اختلاف فيه، فيمن ذكره فيهم، قال: كانوا أربعة: الزبير، وعمير بن وهب، وخارجة بن حذافة، وبسر بن أرطأة، والأكثرون يقولون: الزبير، والمقداد، وعمير بن وهب، وخارجة بن حذافة وهو أولى بالصواب [5]، ولبسر بن أرطأة عن النبى -صلى الله عليه وسلم- حديثان: أحدهما: لا تقطع الأيدي في المغازى [6] والثانى: في الدعاء: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزى الدنيا وعذاب الآخرة" [7].
وأمام البحث النزيه لا يصح مقتل ولدى عبيد الله بن العباس على يدى بسر بن أبي أرطأة العامرى، وما ترويه كتب التاريخ والأدب في الشعر المنسوب إلى عائشة بنت عبد الله والدة الطفلين من شعر ليس له أساس من الصحة، حيث زعموا أنها قالت:
ها من أحسن با بنيَّ اللذين هما ... كالدُّرتين تشظَّى عنهما الصَّدَف
ها من أحسن با بنىَّ اللذين هما ... سمعى وعقلى فقلبى اليوم مُختطف
حدّثتُ بسرًا وما صدّقتُ ما زعموا ... من ميلهم ومن الإثم الذي اقترفوا [1] تاريخ خليفة، ص (198). [2] طبقات ابن خياط، ص (27). [3] التاريخ الكبير في البخاري (2/ 123). [4] المستدرك (3/ 591). [5] الاستيعاب (1/ 88). [6] مسند أحمد (4/ 181) الحديث الصحيح. [7] مسند أحمد (4/ 181) سنده حسن.
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 326