اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 166
الحالة إننا إذا اتفقنا على الأفكار العامة أن نرسم الخطط ونضع التدابير اللازمة، لتنفيذ ما اتفقنا عليه وتفويت الفرصة على الأعداء في إفشاله وإلا تترك الفرحة بجمع الكلمة تنسينا خطر الأعداء وما يمكن أن يقوموا به بالإضرار بالإسلام والمسلمين، وقد استفاد الحسن من هذا الدرس وطبقه في مشروعه الإصلاح الذي سيأتي تفصيله بإذن الله.
ـ معركة صفين:
ومن الأحداث الكبيرة التي شاهدها الحسن بن علي في عهد والده معركة صفين، كما كان على اطلاع مفصل بالعلاقة بين أمير المؤمنين علي ومعاوية رضي الله عنهم، فقد كان معاوية رضي الله عنه واليا على الشام في عهدي عمر وعثمان رضي الله عنهما، ولما تولى علي الخلافة أراد عزله وتولية عبد الله بن عمر فأبى عليه عبد الله بن عمر قبول ولاية الشام واعتذر في ذلك وذكر له القرابة والمصاهرة التي بينهم [1]، ولم يلزمه أمير المؤمنين علي وقبل منه طلبه بعدم الذهاب إلى الشام، وأما الروايات التي تزعم أن عليا قام بالتهجم على عبد الله بن عمر رضي الله عنه لاعتزاله وعدم الوقوف بجانبه، ففي ذلك الخبر تحريف وكذب [2]، وأقصى ما وصل إليه الأمر في قضية عبد الله بن عمر وولاية الشام ما رواه الذهبي من طريق سفيان بن عيينة، عن عمر بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال: بعث إلي علي قال: يا أبا عبد الرحمن إنك رجل مطاع في أهل الشام، فسر فقد أمرتك عليهم، فقلت: أذكر الله وقرابتي من رسول الله وصحبتي إياه إلا ما أعفيتني فأبى علي فاستعنت بحفصة، فأبى، فخرجت ليلاً إلى مكة [3].
وهذا دليل قاطع على مبايعة ابن عمر، ودخوله في الطاعة، إذ كيف يوليه علي وهو لم يبايع، وبعد اعتذار ابن عمر من قبول ولاية الشام أرسل أمير المؤمنين علي سهل بن حنيف بدلا منه، إلا أنه ما كاد يصل مشارف الشام حتى أخذته خيل معاوية وقالوا له: إن كان بعثك عثمان فحيهلا بك وإن كان بعثك غيره فارجع [4] وكانت بلاد الشام تغلي غضباً [1] المصنف لابن أبي شيبة (7/ 472) اسناده صحيح [2] استشهاد عثمان ووقعت الجمل، خالد الغيث ص 160 [3] سير أعلام النبلاء (3/ 224) رجاله ثقات [4] تهذيب تاريخ دمشق (4/ 39) خلافة علي بن أبي طالب، عبد الحميد ص 110
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 166