responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 157
ذلك، وأصررتم على المكابرة والقتال كان هذا علامة شر، وذهاباً لهذا الملك، فآثروا العافية ترزقونها وكونوا مفاتيح خير كما كنتم أولاً، ولا تعرضونا للبلاء، فتتعرضوا له، فيصرعنا الله وإياكم وأيم والله إني لأقول هذا وأدعوكم إليه، وإني لخائف ألا يتم، حتى يأخذ الله حجته من هذه الأمة التي قل متاعها، ونزل بها ما نزل، فإن ما نزل بها أمر عظيم، وليس كقتل الرجل الرجل ولا قتل النفر الرجل، ولا قتل القبيلة القبيلة، اقتنعوا بكلام القعقاع المقنع الصادق المخلص، ووافقوا على دعوته إلى الصلح، وقالوا له أحسنت وأصبت المقالة، فارجع فإن قدم علي وهو على مثل رأيك صلح هذا الأمر إن شاء الله، وعاد القعقاع إلى علي في "ذي قار"، وقد نجح في مهمته، وأخبر علياً بما جرى معهم، فأعجب علي بذلك، وأوشك القوم على الصلح، كرهه من كرهه ورضيه من رضيه [1].

5 ـ دور السبائية في نشوب القتال في معركة الجمل:
لما عاد القعقاع وأخبر أمير المؤمنين علي بما فعل، أرسل علي رضي الله عنه رسولين [2] إلى عائشة والزبير ومن معه يستوثق فيه مما جاء به القعقاع بن عمرو، فجاءا علياً، بأنه على ما فارقنا عليه القعقاع فأقدم، فارتحل علي حتى نزل بحيالهم، فنزلت القبائل إلى قبائلهم مضر إلى مضر وربيعة إلى ربيعة، واليمن إلى اليمن، وهم لا يشكون في الصلح، فكان بعضهم بحيال بعض، وبعضهم يخرج إلى بعض، ولا يذكرون ولا ينوون إلا الصلح [3]. وكان أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لما نوى الرحيل قد أعلن قراره الخطير: ألا وأني راحل غداً فارتحلوا يقصد إلى البصرة، ألا ولا يرتحلن غداً أحدٌ أعان على عثمان بشئ في شئ من أمور الناس [4]، وكان في معسكر علي رضي الله عنه من أولئك الطغاة والخوارج الذي قتلوا عثمان من لم يعرف بعينه ومن تنتصر له قبيلته، ومن لم تقم عليه حجة بما فعله، ومن في قلبه نفاق لم يتمكن من إظهاره [5]، وحرص أتباع

[1] البداية والنهاية (7/ 739)، تاريخ الطبري (5/ 521).
[2] تاريخ الطبري (5/ 525).
[3] المصدر نفسه (5/ 539).
[4] المصدر نفسه (5/ 525).
[5] المصدر نفسه (5/ 526).
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست