responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 158
ابن سبأ على إشعال الفتنة وتأجيج نيرانها حتى يفلتوا من القصاص ([1]
فلما نزل الناس منازلهم واطمأنوا خرج علي وخرج طلحة والزبير، فتوافقوا وتكلموا فيما اختلفوا فيه، فلم يجدوا أمراً هو أمثل من الصلح، وترك الحرب حين رأوا أن الأمر أخذ في الانقشاع، فافترقوا على ذلك، ورجع علي إلى عسكره، ورجع طلحة والزبير إلى عسكرهما، وأرسل طلحة والزبير إلى رؤساء أصحابهما وأرسل علي إلى رؤساء أصحابه ما عدا أولئك الذين حاصروا عثمان رضي الله عنه ـ فبات الناس على نية الصلح والعافية وهم لا يشكون في الصلح، فكان بعضهم بحيال بعض وبعضهم يخرج إلى بعض، ولا ينوون إلا الصلح، وبات الذين أثاروا الفتنة بشر ليلة باتوها قط، إذ أشرفوا على الهلاك، وجعلوا يتشاورون ليلتهم كلهم، وقال قائلهم: أما طلحة والزبير فقد عرفنا أمرهما، وأما علي فلم نعرف أمره حتى كان اليوم وذلك حين طلب من الناس أن يرتحلوا في الغد ولا يرتحل معه أحد أعان على عثمان بشئ ـ ورأي الناس فينا والله واحد، وأن يصطلحوا مع علي فعلى دماءنا [2]، وتكلم ابن السوداء ـ عبد الله بن سبأ وهو المشير فيهم ـ فقال: إن عزكم في خلطة الناس فصانعوهم وإذا التقى الناس غداً فانشبوا القتال، ولا تفرغوهم للنظر، وإذا أنتم معه لا يجد بداً من أن يمتنع، ويشغل الله علياً وطلحة والزبير ومن رأى رأيهم عما تكرهون، فابصروا الرأي وتفرقوا عليه والناس لا يشعرون [3] فاجتمعوا على هذا الرأي بإنشاب الحرب في السر، فغدوا في الغلس وعليهم ظلمة، وما يشعر بهم جيرانهم فخرج مضريهم إلى مضريهم وربيعيهم إلى ربيعيهم، ويمانيهم إلى يمانيهم فوضعوا فيهم السيوف، فثار أهل البصرة، وثار كل قوم في وجوه الذين باغتوهم، فخرج الزبير وطلحة في وجوه الناس واندلع القتال ([4]
وقد تحدثت عن جولات معركة الجمل بالتفصيل في كتابي أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فقد كان أثر السبئية في معركة الجمل مما يكاد يجمع عليه العلماء، سوى أسموهم

[1] المصدر نفسه (5/ 527)، تحقيق مواقف الصحابة (2/ 120) ..
[2] تاريخ الطبري (5/ 526).
[3] المصدر نفسه (5/ 527).
[4] المصدر نفسه (5/ 541) ..
اسم الکتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست