اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 74
يقتل من المسلمين سوى رجل واحد [1].
ج- في الخندق وبني قريظة:
كان الصديق في الغزوتين مرافقا للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكان يوم الخندق يحمل التراب في ثيابه، وساهم مع الصحابة للإسراع في إنجاز حفر الخندق في زمن قياسي، مما جعل فكرة الخندق تصيب هدفها في مواجهة المشركين [2].
رابعًا: في الحديبية:
خرج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في ذي القعدة سنة ست من الهجرة يريد زيارة البيت الحرام في كوكبة من الصحابة عددها أربع عشرة مائة، وساق معه الهدي وأحرم بالعمرة ليأمن الناس من حربه، وليعلم الناس أنه إنما خرج زائرًا لتعظيم بيت الله الحرام، فبعث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عينًا له من خزاعة، فعاد بالخبر أن أهل مكة جمعوا جموعهم لصده عن الكعبة، فقال: «أشيروا
عليَّ أيها الناس»، فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: يا رسول الله، خرجت عامدًا لهذا البيت لا تريد
حربه أو قتل أحد، فتوجه له فمن صدنا عنه قاتلناه، قال: «امضوا على اسم الله»، وقد ثارت قريش وحلفوا أن لا يدخل الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مكة عنوة، ثم قامت المفاوضات بين أهل
مكة ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقد عزم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على إجابة أهل مكة على طلبهم إن أرادوا شيئًا فيه صلة رحم [3].
أ- في المفاوضات:
جاءت وفود قريش لمفاوضة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكان أول من أتى بديل بن ورقاء من خزاعة، فلما علم بمقصد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والمسلمين رجع إلى أهل مكة، ثم جاء مكرز بن حفص ثم الحليس ابن علقمة ثم عروة بن مسعود الثقفي، فدار هذا الحوار بين النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وعروة بن مسعود الثقفي، واشترك في هذا الحوار أبو بكر - رضي الله عنه - وبعض أصحابه [4].
قال عروة: يا محمد، أجمعت أوباش الناس ثم جئت بهم إلى بيضتك لتفضها بهم؟ إنها قريش قد خرجت معها العوذ المطافيل (أي: خرجت رجالا ونساء، صغارا وكبارا) [1] البداية والنهاية: 4/ 157. [2] مواقف الصديق مع النبي في المدينة: ص 23. [3] تاريخ الدعوة إلى الإسلام: ص 136. [4] نفس المصدر السابق: ص 137.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 74